responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت    جلد : 5  صفحه : 214


الطالبيين ، من مضى منهم ، ومن غبر ، على كثرة شعرائهم المفلقين . . . ولو قلت أنه أشعر قريش لم أبعد عن الصدق ، وسيشهد بما أجريه من ذكره شاهد عدل من شعره ، العالي القدح ، الممتنع من القدح ، الذي يجمع إلى السلاسة متانة ، وإلى السهولة رصانة ، ويشتمل على معان يقرب جناها ، ويبعد مداها " [87] .
وأكد أبو الحسن الباخرزي [88] هذه الخاصية فقال عنها :
" وله شعر إذا افتخر به أدرك من المجد أقاصيه ، وعقد بالنجم نواصيه ، وإذا نسب انتسبت الرقة إلى نسيبه ، وفاز بالقدح المعلى من نصيبه . حتى لو أنشد الراوي غزلياته بين يدي العزهاة [89] لقال له من العزهات ، وإذا وصف فكلامه في الأوصاف أحسن من الوصائف والوصاف ، وإن مدح تحيرت فيه الأوهام بين مادح وممدوح .
له بين المتراهنين في الحلبتين سبق سابح مروح ، وإن نثر حمدت منه الأثر ، ورأيت هنالك خرزات من العقد تنفض ، وقطرات من المزن ترفض . ولعمري أن بغداد قد أنجبت به فبوأته ظلالها ، وأرضعته زلالها ، وأنشقته شمالها ، وورد شعره دجلتها ، فشرب منها حتى شرق ، وانغمس فيها حتى كاد أن يقال غرق ، وكلما أنشدت محاسن كلامه تنزهت بغداد في نضرة نعيمها وانشقت من أنفاس الهجير بمراوح نسيمها " [90] .
وعلى هذا المنوال سار كثير ممن ترجموه فساقوا الفقرات تلو الفقرات ، وصاغوا الكلمات الرائعة التي تعبر عن مكانة الشريف الرضي في ميدان الشعر ، وأنه أحد لوامعه ، بل وجه طالع من وجوهه البارزة .



[87] يتيمة الدهر : 3 / 136 .
[88] علي بن الحسن بن أبي الطيب الباخرزي ، أبو الحسن ، من أهل خرز من نواحي نيسابور ، وقد تعلم ونشأ بها ، أديب من الشعراء والكتاب ، قتل عام 467 ه‌ ، له علم بالفقه والحديث ، وله عدة مؤلفات ، راجع ترجمته : الأعلام للزركلي : 5 / 81 ود . سامي مكي العاني - مقدمة دمية القصر : 1 / 31 - 48 / ط المعارف - بغداد 1970 م .
[89] العزهاة - اللئيم . أنظر أقرب الموارد : مادة " عزدة " .
[90] دمية القصر ، وعصرة أهل العصر : 1 / 288 - 289 / تحقيق د . سامي مكي / ط المعارف - بغداد 1970 م .

214

نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت    جلد : 5  صفحه : 214
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست