نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 5 صفحه : 213
في هذا التطواف الموجز في مؤلفات الشريف الرضي سواء منها المطبوع الذي اطلعنا عليه ، أو المخطوط الذي لم نطلع عليه ، نستفيد أن مترجمنا الشريف رغم الظروف القاسية التي مرت به وخاصة في بداية حياته ، أمكن أن ينتج عددا من الكتب في مختلف المجالات تدل على سعة معرفته . أما من الناحية الشعرية ، والتي اشتر بها كشاعر كبير فقد عرفته المصادر الأدبية بأنه " أشعر الطالبيين ، من مضى منهم ومن غبر ، على كثرة شعرائهم المفلقين . . . ولو قلت أنه أشعر قريش لم أبعد عن الصدق " [85] ، وإننا سوف نتعرض لهذا المجال في الفصل الخاص بشعره . ثالثا - الشاعر والطموح : وحين نتحدث عن الشاعر والطموح ، فإننا نرى هذين الوصفين ملازمان للشريف الرضي بأجلى مظاهرهما ، وبأروع سماتهما المشرقة ، ولقد عاش الطموح في قلب الشاعر ليصوغ من آماله جذوة تتوهج للوصول إلى ما يصبو إليه في مسيرته الحياتية ، وتحقيق ما يريده . إن الطموح الذي عاشه الشريف الرضي ، يعد الصيغة النهائية في قائمة التسلق فهو يطلب " الخلافة " ، ولعلنا نتلمس وضوح هذا في ثنايا حديثه . ذلك الأمل الذي عشقه كل العشق ، وهام به ، وصار يناغيه طوال النهار ، وفي ظلام الليل ، وانعكس على شعره ، وتعملق إلى مقابلة الحاكمين يهددهم تارة ويتوعدهم أخرى ، ولا خير في فتى عشق المجد فأخذ يصعد إليه ، ولكن لو خانته الظروف والأيام فليس له من سبيل . 1 - الشاعر : الشريف الرضي إلى جانب كونه من أعلام الفقه والتفسير فقد اشتهر بالشعر الرائع ويعد من كبار شعراء عصره ، حتى قال فيه الثعالبي [86] : " . . . هو من أشعر
[85] الثعالبي - يتيمة الدهر : 3 / 136 . [86] عبد الملك بن محمد بن إسماعيل ، أبو منصور الثعالبي ، من أهل نيسابور ، ولد عام 350 ه وتوفي سنة 429 ه من أئمة اللغة والأدب ، مؤلف شهير ، طبع له أكثر من ثلاثين مؤلفا . راجع ترجمته في : الزركلي : 4 / 311 .
213
نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 5 صفحه : 213