نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 5 صفحه : 186
ولقد تركت لك المذاهب كلها * وهجرت فيك طرائقي ومقاصدي حسبي جميل تصبري وتجلدي * إن صابني دهر بصوب شدائد [18] أنسيت أن مد الظلام رواقه * منا على شفع كشخص فارد بتنا وحارسنا الدجى وكأننا * صفو المدامة بالزلال البارد ولقد عزمت على السحاب الجون [19] في * سقيا رسوم بالحمى ومعاهد دمن صحبت الدهر في عرصاتها * نشوان مشتملا بثبوب مساعد [20] حين الصبا وافى الذوائب والهوى * عذب الموارد معرض للوارد زمن تصرم وانقضى فكأنه * طيف الخيال رأته عين الهاجد [21] رقت حواشيه كما رق الندى * في أخضر نضر وأحمر جاسد [22] وصفا فلو أني عدلت عدلته * بشمائل الشيخ الجليل الماجد قد فل صرف الدهر حد عزائمي [23] * جدا وكدرت الخطوب مواردي وأرى الليالي قصرت باعي ولو * أنصفت ألفتني طويل الساعد وثنت عناني جهدها ولو أنها * أطلقن منه بان سبق الذائد [24] وغدا الزمان معاندي ولو أنه * عرف الرجال لكان غير معاندي وسعى يروم لي الفساد ولو درى * من عدتي لسعى ليصلح فاسدي وأنا الشهاب خفيت في أرضي وإن * سافرت لاح سنا الشهاب الواقد [25]
[18] صابني : أصابني ، وصوب شدائد : سهام شدائد ، أي إن أصابني دهر بسهام من شدائده ( صحاح اللغة : صوب ) . [19] الجون يطلق على اللون الأبيض والأسود ، والمناسب هنا أن يراد منهما الثاني ، لأن السحاب الحامل للمطر الكثير يضرب لونه إلى السواد . [20] الدمن : المدمن للشراب ولم يقلع عنه . ونشوان : سكران ، من نشي الرجل من الشراب نشوا : إذا سكر ( لسان العرب : دمن - نشا ) . [21] الهاجد : الساهر بالليل ، والنائم - من الأضداد - ، ويراد في البيت المعنى الثاني منهما . [22] الجاسد : شديد الحمرة ، وأصله الدم اليابس ، والجاسد من كل شئ : ما اشتد ويبس . [23] فل السيف : ثلمه - يريد أن تغير الدهر سبب في أن يثنى عما عزم عليه ولم يبق له تلك الإرادة القوية التي كانت تدفعه سابقا لملاقاة المكاره . [24] الذائد : اسم فرس نجيب جدا . [25] الشهاب - بكسر الشين - : الكواكب المضئ ، السنان ، لما فيه من البريق . ويراد هنا المعنى الثاني .
186
نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 5 صفحه : 186