responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت    جلد : 5  صفحه : 170


النظراء ، إلا بلوغه إلى ما [ لم ] [6] يبلغ [7] إليه أحد ممن نحل اسم الوزارة ، وأجري مجراه في مقعد الرئاسة ، من تدبير هذا الأمر أربع دفعات متغايرات ، وتلك منزلة ما وصل إليها أحد من الوزراء على سوالف الأوقات وخوالفها ، لكفى بذلك فضيلة غراء ، ومنقبة علياء ، فكيف وقد جمع الله سبحانه فيه من شرف الضرائب ، ويمن النقائب ، وكرم الطبائع ، وطيب الغرائز ، وسلامة العقائد ، واحتصاد [8] المعاقد ما هو بمنزلة الكمال الذي يتفرق في الأشخاص ولا يجتمع في أحد من الناس ، وقد علم القريب والبعيد والشريف والمشروف ، أن هذه المنزلة كانت ثلمة لا ترأب إلا به ، وفرجة لا يسدها إلا شخصه ، وأن لهذا الأمر بابا لا يفتحه إلا من أغلقه ، وسترا لا يرفعه إلا من أسد له ، وثغرا لا يسده إلا من داوسه [9] ، وجدا لا يصبر عليه إلا من مارسه .
وسيدنا الوزير - أدام الله عزه - هو كفؤه وكافيه ، وطبيبه وآسيه ، فالله تعالى يتمم ما خوله ، ويعينه على ما قلده ، ويجريه على أجمل ما عوده ، إنه على ذلك قدير ، وبه جدير .
ولست أدل على شدة ارتياحي وابتهاجي ، وانبساط رجائي وآمالي ، ما يجدد له - أدام الله تمكينه - بأكثر من اطلاعه على حقائقه ووقوفه على ظواهره وبواطنه ، فإن رأى سيدنا الوزير - أدام الله علوه - أن يأمر - أعلى الله أمره - بإجابتي عن كتابي هذا بما أعلم معه أن موضعي من حسن رعايته محروس ، ومكاني من مكين رأيه مكين في ذلك على عوائد إنعامه وعوارف إحسانه ، التي لم أخل بالشكر لها ، ولم أذهل عن الإشادة بها ، على بعد الدار وقربها ، وتغير الحال ورجوعها ، فعل إن شاء الله تعالى .
وما أحدث الدهر من نبوة * وقطع ما بيننا من سبب فإن النفوس إليكم تشاق * وإن القلوب عليكم تجب وتسفر أرحامنا بيننا * فتعلي طوائلنا أو تهب فإنا نرى لجوار الديار * حقوقا فكيف جوار النسب



[6] زيادة يقتضيها السياق .
[7] في الأصل : يبلغه ، وما أثبتناه أنسب .
[8] حبل محصد : محكم مفتول ، والمعاقد : هي معاقد الإزار ، ويراد بها قرب المنزلة واستحكامها . أنظر : ( الصحاح - حصد وعقد - ) .
[9] داوسه : أرسل إليه الجند والخيل يتبع بعضها بعضا ولم يفتر عنه .

170

نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت    جلد : 5  صفحه : 170
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست