نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 5 صفحه : 169
[3] رسالة الشريف الرضي إلى الوزير سابور بن أردشير [1] يهنئه بعودة الوزارة إليه وهي في الدفعة الرابعة : كتابي أطال الله بقاء سيدنا الوزير - أدام الله تأييده - يوم كذا [2] عن حمد الله تعالى أستدر شارقه ، وأستفتح مغالقه ، على ما شمل جميع الناس عموما وشملني من بينهم خصوصا الاستبشار بيمن نظره ، وتمكين يده ، واستئناف دولته ، ورجوع أمره ونهيه ، فإن المنة في ذلك استغرقت شكر الشاكرين ، وفاتت حمد الحامدين ، ولم يخل أحد من قسم أزل ( 3 ) إليه منها ، أو سهم ضرب له فيها . فكان عود سلطانه - أدام الله تمكينه - نعمة على جميع الكافة ، كما كان خلو مكانه - [ لا ] ( 4 ) أخلاه الله أبدا منه - غمة على الخاصة والعامة . وإلى الله أرغب في أن يجعل هذه الموهبة راهنة غير ظاعنة ، ودائمة غير رائمة ، ولا ينقله عنها إلا إلى ما هو أجل منها مطمحا ، وأشرف موكبا ومقعدا ، متوقلا ( 5 ) به في مراق من العز كلما وضع قدمه على بعضها رأى ما يجاوزه دون ما وصل إليه ، وما خطاه مقصرا عما استولى عليه ، حتى يبلغ إلى نهاية لا مرمى وراءها ، وغاية لا مطلع خلفها ، ولا منزلة بعدها ، آمنا من هفوات الزمان ونبوات الأيام وسهام الضراء ومكائد الأعداء ، بمنه ولطفه . ولو لم يكن لسيدنا الوزير - أدام الله علوه - من المزايا التي يفوق بها الأكفاء ويجوز
[1] أبو نصر سابور بن أردشير ، الملقب بهاء الدولة وزير بهاء الدولة أبي نصر ابن عضد الدولة ابن بويه الديلمي ، كان من أكابر الوزراء ، وأماثل الرؤساء ، جمعت فيه الكفاية والدراية ، وكان بابه محط الشعراء . وكان قد صرف عن الوزارة ثم أعيد إليها . وكانت وفاة سابور في سنة ست عشرة وأربعمائة ببغداد ، ومولده ليلة السبت خامس عشر ذي القعدة سنة ست وثلاثين وثلاثمائة . أنظر وفيات الأعيان 2 : 354 . [2] لم يذكر اسم اليوم ولا تاريخه ، واستعيض عنه بلفظ ( كذا ) . [3] أزل : أعطي ، وأزللت إليه نعمة : أسديتها . ( الصحاح - زلل - ) . ( 4 ) زيادة يقتضيها السياق . ( 5 ) التوقل : الصعود .
169
نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 5 صفحه : 169