نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 5 صفحه : 145
ومن قبل نهى النبي صلى الله عليه وآله عن سبق أهل البيت والتأخر عنهم ، ففي كلا الجانبين ضلالة وهلاك ، وقد جاء ذلك عنه في بعض ألفاظ حديث الثقلين . وشبه " ص " أهل بيته بسفينة نوح ، فعن أبي ذر " أنه قال - وهو آخذ بباب الكعبة - : سمعت النبي - ص - يقول : ألا إن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها هلك . رواه أحمد " [90] . وقال ابن حجر المكي : " جاء من طرق عديدة يقوي بعضها بعضا : إنما مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح ، من ركبها نجا . وفي رواية مسلم : ومن تخلف عنها غرق . وفي رواية : هلك " [91] . ولهم خصائص حق الولاية وفيهم الوصية والوراثة ويقول عليه السلام : " ولهم خصائص حق الولاية " ، أي : إن للإمامة شروطا وصفات لم تتوفر في أحد سواهم ، ومن ذلك : العصمة ، وقد عرفت أن لا معصوم في هذه الأمة بعد النبي إلا في أهل البيت ، ومن ذلك : العلم ، وقد عرفت أنهم أوعية علم الله ، وأن الناس عيال عليهم فيه . " وفيهم الوصية والوراثة " [92] . أما " الوصية " فإن أمير المؤمنين كان وصي النبي صلى الله عليه وآله بلا خلاف ، وإن الأئمة من بعده أوصياء واحدا بعد واحد ، وأما " الوراثة " فهي تعم الخلافة والعلم والمال . وهم أحق الناس بهذا الأمر يقول عليه السلام : " إن أحق الناس بهذا الأمر أقواهم عليه وأعلمهم بأمر الله فيه ، فإن شغب شاغب استعتب ، فإن أبى قوتل " [93] .