نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 35 صفحه : 68
وكان واجب الإمام هو حفظ كرامته وحرمته ، وكرامة الإسلام وحرمته التي ستهتك وتهدر باستسلامه . مع أن مصيره المعلوم كان هو القتل حتى بعد الاستسلام ! وكما قال الطوسي والمرتضى - بنص العبارة - في الفقرة السادسة : ( فإن الضرورة دعت إليها - أي المحاربة - وإن الدين ، والحزم - معا - ما اقتضيا - في هذه الحال - إلا ما فعل ) . فبعد إتمام الإمام عليه السلام الحجة بما قام به من الخروج والمسير إلى أهل الكوفة ، وحتى عرضه عليهم الصلح والسلام - وبكل خياراته وأشكاله - ورفضهم لها كلها ، تمت الحجة عليهم ، فحاربهم وقاومهم وجاهدهم ، وناضلهم ، حتى نال الشهادة . ومن المخزي أن بعض المتطفلين على العلم والدين ، والقلم والكتابة ، اتبع ما تشابه من عبارات الطوسي والمرتضى والمفيد ، فاستشهد بظواهرها - ومن دون بحث وتحقيق عن الأعماق والدلالات المرادة فيها - على ما وضعه نصب عينيه - من نفي علمهم بالغيب - يحاول إثباته والتأكيد عليه ، بصور مختلفة : فتارة : بدعوى أن الحسين عليه السلام لم يكن يعلم بما وقع عليه من القتل والبلاء ، وإنما خرج طالبا للحكم والسلطان والملك والخلافة ! ولكنه فوجئ بجيش أقوى مما معه ، وبغدر من وعده النصر وخذلانه ، وانقلب الأمر عليه ! وبدعوى : أنه ما كان يريد أن يقتل ، وأنه كان في خروجه يأمل النصر ويتوقعه ، ولذلك عرض على جيش الكوفة عروضا سلمية ! وأخرى بدعوى : أنه لم يقم إلا منطلقا من خلال العناوين الفقهية العامة ، من دون أن يكون لخصوصية إمامته دخلا في خروجه وحركته ! إن هؤلاء لو جردوا الحسين عليه السلام عن قدسية الإمامة التي قلده الله
68
نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 35 صفحه : 68