نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 35 صفحه : 238
السادس عشر أن في شهادة الحسين عليه السلام ومصائب العترة ، وانصراف الخلافة عنهم ، وغصبها منهم ، تصديقا لرسالة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وتحقيقا لنبوته . لأنه صلى الله عليه وآله وسلم كان يبعث أعز أهله وأبا نسله ، عليا عليه السلام ، إلى قتال أبطال القبائل ، وذؤبان العرب ، فكان صلى الله عليه وآله وسلم يعلم البتة - ولو من غير طريق الوحي ، بل يشاهد الحال من أحوال الرجال وسيرة هؤلاء العرب - أن عليا عليه السلام لا يقتل من عشيرة أحدا إلا وطلب كل واحد من آحاد تلك العشيرة دم المقتول من القاتل ، أو من عشيرته ! فهم لا ينامون حتى يأخذوا ثارهم . فكان كل أحد يعلم أن العرب لا يستقيمون لعلي عليه السلام بعد تلك المقاتلات والثارات . ولأجل ذلك كان الخلفاء الثلاث يحترزون عن المقاتلة في الحروب ، فلم يسمع عن أحد منهم أنه حارب ، أو قتل أحدا ، ولو من أراذل العرب وأذلائهم ! وقد أخبر صلى الله عليه وآله وسلم بأن حاصل تلك المقاتلات والمجاهدات هو القتل والأسر والظلم والجور على عترته من بعده . ومع ذلك ، فقد أقدم صلى الله عليه وآله وسلم على تأسيس الدين ، وقتال الكافرين بمباشرة أمير المؤمنين عليه السلام . فلو كان نظره صلى الله عليه وآله وسلم إلى الدنيا ، لم يتحمل هذه المشاق ، ولم يكن يدع أمير المؤمنين عليه السلام يقتل أحدا ، فضلا عن
238
نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 35 صفحه : 238