نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 35 صفحه : 237
ألم تر أنه - لعنه الله - بمجرد نيله ( الخلافة ) في أول أمره : قتل الحسين عليه السلام ، وأباح المدينة ، وأحرق الكعبة ، مع تزلزل سلطانه ؟ ! فكان الحسين عليه السلام ، بقبوله القتل ، قد أظهر ظلمهم وكفرهم ، وصرف وجوه الناس وقلوبهم - عنهم - إلى دين جده . فكان إحياء الدين من جده صلى الله عليه وآله وسلم بغلبته ، ومن الحسين عليه السلام بمغلوبيته ومظلوميته . فلو كان عليه السلام يبقى في المدينة أو مكة ، لكانوا يقتلونه غيلة ، وإن كان يبايعهم ! إلا إذا كان يتابع رأيهم في تغيير الدين ، والردة إلى الكفر . وحاشاه ثم حاشاه . وكذلك صبر علي عليه السلام خمسا وعشرين سنة على أمر من العلقم ، أبان للعالمين أن حروبه ومجاهداته وقتله الكافرين ، لم يكن إلا بأمر من الله تعالى ، دون الهوى وطلب الدنيا والميل إلى سفك الدماء . وإلا ، فلا يعقل ممن حاله ذلك ، أن يضع اليد على اليد ، ويحمل المسحاة على الكتف ، فيصير حبيس بيته ، وراهب داره ! لكنه عليه السلام رأى توقف حفظ الإسلام ، ورسوخه بين الأنام ، على جعل نفسه من أضعف الرعايا ، وأقل البرايا . وإلا ، فهو لو سل ذا الفقار ، لقالوا : كان قتاله في بدء الإسلام لمثل هذا اليوم ! ولا ريب أن صبره هو الجهاد الأكبر ، لأنه جهاد النفس وقد ( فضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما ) ( الآية ( 95 ) من سورة النساء ( 4 ) ) .
237
نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 35 صفحه : 237