نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 35 صفحه : 138
وعلى الجملة ، فإن أحدا لم يشك في أن ما في ( نهج البلاغة ) من كلام الإمام علي عليه السلام . نعم ، قال بعضهم : ( أكثره ) من كلامه . . . لوجود ( الخطبة الشقشقية ) فيه ، كما سنشير . ولولا صحة إسناد الكتاب إلى الإمام علي عليه السلام لما تكلم بعضهم في جامعه ، كابن خلكان حين شكك في أنه الرضي أو المرتضى ، وكالذهبي حين اختلف كلامه . . . كما سيأتي . ولولا صحة إسناده لما شكك آخرون استنادا إلى شبهات واهية كاشتمال الكتاب على ( دقة الوصف ) و ( التنميق اللفظي ) ونحو ذلك . . . مما ستأتي الإشارة إليه . ومن هنا : قيل : ( والعجب كل العجب من الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد ، فإنه لما ساق حجج المشككين في نسبة نهج البلاغة إلى علي - رضي الله عنه - لم يتعرض لقضية السند أبدا ، مع أنه كان ينبغي أن يتعرض لهذه القضية أولا ، فإذا صح السند نظرنا في المتن ) . أقول : كأن هذا القائل لم ير بعينه كلمة هذا الشيخ الصريحة في أن أحدا لم يشك في أن أكثر ما تضمنه نهج البلاغة من كلام أمير المؤمنين عليه السلام . . . وستأتي عبارته ، مع التنبيه على السبب في تعبيره ب ( الأكثر ) . وعلى كل حال ، فإن ذكر هذا الشيخ وغيره الأوهام المشككة في ( نهج البلاغة ) من تلك الجهات ، هو من خير الأدلة على ثبوت الكتاب وصحة نسبته ،
138
نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 35 صفحه : 138