نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 35 صفحه : 139
لأنهم يعلمون أن التطرق إلى هذه الأمور إنما يكون بعد الفراغ من البحث السندي . 3 - وإن ما حواه كتاب ( نهج البلاغة ) قد ثبت وتحقق وجوده في كتب العلماء المتقدمين على مؤلفه ، من شيعة وسنة [54] . 4 - نعم ، يصعب عليهم قبول ( الخطبة الشقشقية ) . . . والظن الغالب أنه لولا وجودها في ( نهج البلاغة ) لما شكك المتشككون منهم في نسبة شئ من الخطب والكتب الكلمات المروية فيه إلى أمير المؤمنين عليه السلام . . . قيل : ( ومن قرأ خطبته المعروفة بالشقشقية جزم أنه لا يمكن لمن هو في مثل مقام علي - رضي الله عنه - أن يقول ذلك ، فإن هذا مما يتعارض مع ما صح عنه من أكثر من طريق من تفضيل أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما - والثناء عليهما . وهذه الخطبة المنسوبة زورا وبهتانا إليه - رضي الله عنه - تنطوي على أسوأ الازراء بكبار الصحابة الكرام : أبي بكر وعمر وعثمان ، وباقي العشرة ، بل فيها سب صراح ، واتهام بخيانة الأمة ، وسخرية لا تصدر إلا عن أمثال الرافضة الذين يجل علي ويسمو عن مثل ما يقولون : ففي الصحيحين : عن ابن عباس ، قال : وضع عمر على سريره ، فتكنفه الناس يدعون ويثنون ، ويصلون عليه قبل أن يرفع ، وأنا فيهم ، فلم يرعني إلا رجل قد أخذ بمنكبي من ورائي ، فالتفت فإذا هو علي ، وترحم على عمر ، وقال : ما خلفت أحدا أحب أن ألقى الله عز وجل بعمله منك ، وأيم الله إن كنت لأظن أن يجعلك الله مع صاحبيك ، وذلك أني كنت كثيرا ما أسمع النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم يقول : جئت أنا وأبو بكر وعمر . . . ودخلت أنا
[54] يراجع بهذا الصدد كتاب : ( مصادر نهج البلاغة ) .
139
نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 35 صفحه : 139