نام کتاب : طهارة آل محمد ( ع ) نویسنده : السيد علي عاشور جلد : 1 صفحه : 94
ولا متصلة بها ، وإنما وضعت بينها إما بأمر من النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، أو عند التأليف بعد الرحلة . ويؤيده أن آية : * ( وقرن في بيوتكن ) * على انسجامها واتصالها ، لو قدر ارتفاع آية التطهير من بين جملها ، فموقع آية التطهير من آية : وقرن في بيوتكن - كموقع آية : * ( اليوم يئس الذين كفروا ) * من آية محرمات الأكل من سورة المائدة ، وقد تقدم الكلام في ذلك في الجزء الخامس من الكتاب ( 1 ) . * قال في الجزء الخامس : قوله تعالى : * ( اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون ) * ( 2 ) أمر الآية في حلولها محلها وفي دلالتها عجيب ، فإنك إذا تأملت صدر الآية ، أعني قوله تعالى : * ( حرمت عليكم الميتة والدم - إلى قوله : ذلكم فسق ) * ، وأضفت إليه ذيلها ، أعني قوله : * ( فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم ) * وجدته كلاما تاما غير متوقف في تمام معناه ، وإفادة المراد منه إلى شئ من قوله : * ( اليوم يئس الذين كفروا من دينكم ) * إلخ ، أصلا ، وألفيته آية كاملة مماثلة لما تقدم عليها في النزول من الآيات الواقعة في سور الأنعام والنحل والبقرة المبينة لمحرمات الطعام ، ففي سورة البقرة : * ( إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم ) * . ويماثله ما في سورتي الأنعام والنحل . وينتج ذلك : أن قوله : * ( اليوم يئس الذين كفروا ) * إلخ ، كلام معترض موضوع في وسط هذه الآية ، غير متوقف عليه لفظ الآية في دلالتها وبيانها ، سواء قلنا : إن الآية نازلة في وسط الآية فتخللت بينها من أول ما نزلت أو قلنا : إن النبي ( صلى الله عليه وآله ) هو الذي أمر كتاب الوحي بوضع الآية في هذا الموضع ، مع انفصال الآيتين واختلافهما نزولا .