وعرفها العلامة الحلي بقوله : الإمامة : رياسة عامة في أمور الدين والدنيا لشخص من الاشخاص نيابة عن النبي ص - [1] . وعرفها العضد الإيجي بقوله : هي خلافة الرسول ( ص ) في إقامة الدين بحيث يجب اتباعه ( يعني الامام ) على كافة الأمة [2] . وعرفها الماوردي بما نصه : الإمامة : موضوعة لخلافة النبوة في حراسة الدين وسياسة الدنيا [3] . وبالقاء شئ من الضوء على هذه التعاريف المذكورة وأمثالها يتبين لنا أن الشيعة يؤكدون على أن الإمامة تشمل في وظيفتها السلطتين : الروحية والزمنية . وبتعبير قانوني مدني : السلطتين : الدينية والمدنية ( السياسة ) ، وذلك لأن السنة - كما سنرى - قصروا وظيفة الإمامة في الشؤون السياسية . وفي هذا الضوء يأتي تعريف الإيجي - وهو من أعلام متكلمة السنة - غير موائم لما ذهبوا اليه . واختلف في الإمامة : هل هي من أصول الدين أو من فروعه ؟ . ذهب إلى الأول أصحابنا الإمامية ، قال استاذنا الشيخ المظفر : نعتقد أن الإمامة أصل من أصول الدين [4] . وذهب إلى الثاني أهل السنة ، قال العضد الإيجي : المرصد الرابع في الإمامة ومباحثها : عندنا من الفروع ، وإنما ذكرناها في علم الكلام تأسيا بمن قبلنا [5] .
[1] الباب الحادي عشر 46 . [2] المواقف 395 . [3] الاسلام والخلافة 19 نقلا عن : الأحكام السلطانية 3 . [4] عقائد الإمامية 93 . [5] المواقف 395 .