responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خلاصة علم الكلام نویسنده : الدكتور عبد الهادي الفضلي    جلد : 1  صفحه : 273


فيه من ذلك كله يعد دليلا على أنه من عند الله تعالى ، ولكنه لا يدل على أن نظمه وبيانه مباين لنظم كلام البشر وبيانهم ، وانه بهذه المباينة كلام رب العالمين لا كلام البشر مثلهم [1] .
ولأن القرآن الكريم المعجزة الخالدة بخلود رسالة محمد ( ص ) ، والمستمرة مع استمرارها ، كما هو واضح من الآية الأولى المذكورة في أعلاه ، قد يطرح السؤال التالي :
بم يتمثل اعجاز القرآن الكريم الآن ، وقد ذهب العرب الفصحاء الذين استقبلوه أيام تنزيله وادركوا بذوقهم الفطري انه كلام الله تعالى لسموه في مستوى بيانه ونظمه فوق مستوى كلامهم ؟
وممن أثار هذا التساؤل مالك بن نبي ، قال في كتابه ( الظاهرة القرآنية ) : ان لكل شعب هواية يصرف إليها مواهبه الخلاقة طبقا لعبقريته ومزاجه .
فالفراعنة مثلا - كان لهم اهتمام بفنون العمارة والرياضيات ، يدلنا عليه ما بقي بين أيدينا من آثارهم العظيمة ، تلك الآثار التي أثارت اهتمام رجال العلم ، مثل الأب ( مورو ) الذي خصص أحد كتبه لدراسة تصميم الهرم الأكبر ، وما يتضمن من نظريات هندسية غريبة وخصائص رياضية وميكانيكية عجيبة .
كما كان اليونان مغرمين بصور الجمال على ما أبدعه فن ( فيدياس ) ، وبآيات المنطق والحكمة على ما جادت به عبقرية ( سقراط ) .
أما العرب في الجاهلية فقد كانت هوايتهم في لغتهم ، فلم يقتصروا على استخدامها في ضرورات الحياة اليومية ، شأن الشعوب الأخرى . وانما كان العربي يفتن في استخدام لغته ، فينحت منها صورا بيانية لا تقل جمالا عما كان ينحته فيدياس في المرمر ، وما كانت ترسمه ريشة ( ليوناردو فانسي ) في لوحاته المعلقة في متاحف العالم الكبرى .
فالشعر العربي - كما قال أخي الأستاذ محمود شاكر في مقدمة هذا الكتاب ( يعني



[1] الظاهرة القرآنية : المقدمة للشيخ شاكر 24 - 25 .

273

نام کتاب : خلاصة علم الكلام نویسنده : الدكتور عبد الهادي الفضلي    جلد : 1  صفحه : 273
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست