نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 186
كان أبو سفيان إقطاعيا مترفا من هؤلاء الاريستقراطيين الإقطاعيين المترفين الذين يرون لأنفسهم ولطبقتهم شرفا على الناس ، فهم سادة وغيرهم عبيد . وكان ينظر إلى الإسلام من هذه الزاوية على أنه حركة نفعية ، استخدمت مبادئها التطورية سلاحا لا يختلف بروحه عن اصطناع ( الوثنية ) في وقتها للنفع ، فهذه المبادئ التي نادى بها محمد كالأصنام عنده ، إنما تفرض على العامة والجماهير من الناس كي يستقيموا للسادة والأشراف ويخدموا الطبقات النبيلة لا أكثر ، والفرق عنده بين الأداتين إنما هو بنتائجها ، فهذه المبادئ أفضل لأنها أنفع وأنفذ وأخدم للرؤساء ، فإذا لم تخدم الرؤساء ، ولم تفرض نفوذ طبقتهم بطل نفعها ، وذهبت فائدتها ووجب تبديلها بالنافع المفيد للنبلاء والرؤساء وطبقتهم . وكان له من واقع حياته ما يجنده لهذا النحو من التفكير ، ويعين موقفه في هذا الصف ، فهو زعيم ( العير ) وقائد المشركين ، وسيد حزب مادي ، في خصال إحداهن تؤكد فيه هذه النزعة وتريه من نفسه صنما فوق الأصنام . وكان له في موقفه هذا من دهائه ، وأنصار مذهبه الطبقي ، وتصارع الآراء والأحزاب على الحكم ، كان له من هذا كله محرضات تمد له أسباب الطموح ، وتوفر له وسائل التشبث . ورجل من هذا الطراز ، في مثل هذه الظروف ، لا ينقاد بسهولة ، ولا تتألفه مساومة رخيصة . ولكنه ينقاد ويطيع إذا طمع بنصيب من الحكم وراء هذا العطاء من ( عربون ) مطمحه
186
نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 186