نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 187
الذي ضمن انقياده وطاعته . ولكي تجتمع لنا صورة واضحة الخطوط لهذا الموقف الدقيق أسوق قصته على الوجه التالي : طمع أبو سفيان إلى نصيب من الحكم قبل ( السقيفة ) دون شك ، وعمل على تحقيق طمعه دون شك أيضا ، فقد رأى أحزابا مختلفة تتألب على علي ، وتتفق على تنحيته بعد النبي وتوسعة الأمر في قريش فانضم إليها إن لم يكن في طليعتها وعمل معها في هذا النطاق ، إن لم يكن الباعث على العمل ضمن هذه الحدود . نعم كان ضعيف الأمل ، أو قل : إنه كان يائسا من ظفره بشخصه لأن كل المقاييس المتبعة يومئذ تخذله وتتنكر له ، ولكنه في صميم هذا اليأس من نفسه لم يكن يعقل أو يتصور أن تصير الخلافة إلى أقل حي في قريش . بل كان يعقل ويتصور أن يرث علي محمدا ، ولا يرى في هذه الوراثة شيئا غير طبيعي ، فإذا أمكن زحزحة الأمر عن هذا الوارث الطبيعي ، كان مما يعقل ويتصور أن يتقدم للأمر أموي ، فإن امتنع شخصه ، فلا بأس بتقديم نائب عنه من حزبه ، وفي حزبه صحابي ذو سبق وبلاء تتوفر فيه مؤهلات ترضى المقاييس المتبعة ، وليس هذا الصحابي الذي يرشحه أبو سفيان غير عثمان . ولكنه أفاق يوم السقيفة فلم يصدق ما رأى ، وكبر عليه أن يلي الأمر أبو بكر حتى كاد يجن ، ورأى في الأمر لعبة خفي
187
نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 187