نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 185
نوقش سدد جوابه باعتبارات استثنائية مرنة . قال المحدث : هنا ينبغي أن نقف لنبحث عن بذور العهد العثماني الذي لم يستتر فيه الحكم الأموي ستة أيام لا ست سنين . التاريخ يبخل بتفاصيل الحادث السفياني ، ويشح بأخباره ، ولكنه يعرض عرضا لامحا لحيرة أبي بكر وعمر بمشكلة أبي سفيان ويشير إلى أنهما لجآ إلى المال لحل هذه المشكلة ، ثم يسكت . ولكن المعروف من أمر أبي سفيان أنه لا يرضى هذا الحل اليسير البعيد عما يشبه أبا سفيان بعدا عظيما ، فأبو سفيان - على أنه تاجر - ذو رأي في الحكم والحياة يأبى عليه بيع طاعته بمال مهما كثر ، فإذا باع طاعته ، أو تظاهر ببيعها لمحمد بثمن ما ، فإنه لا يبيعها لأبي بكر وعمر بمثل ذلك الثمن ، وهما في رأيه ما هما ، فهو إذ رضخ لمحمد لم يرضخ إلا مكرها ، ولم يجد بالرضوخ له - بعد أن أكره عليه - هوانا لأنه يرى محمدا من طبقة الزعامة التي لا يعيب الرضوخ إليها ( نبيلا ) مثله ! ، ومع ذلك لم تكن طاعته إلا شر ألوان العصيان ، أفمن المعقول أن يرضخ لأبي بكر وعمر ببعض السخاء ؟ وهل من المعقول أن يطمئن أبو بكر وعمر إلى رضوخه لقاء راتب يتقاضاه ؟ طبائع الأمور ، وحقائق الأشياء تلزمنا باعتقاد سبب أقوى راض أبا سفيان على الرضوخ ، وطمأن العمرين إلى سلامة رضوخه ، فما هو هذا السبب ؟ .
185
نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 185