نام کتاب : حديث الطلب والإرادة نویسنده : السيد الخميني جلد : 1 صفحه : 85
مستقلا بتلك الأفعال ، مع أنها كانت من أفعالي ، بل بإرادة الله تعالى القيوم المطلق . فتلك الأفعال منسوبة إلي لا بالاستقلال ، ومنسوبة إليه تعالى بالاستقلال . ومنها : الآيات الناسبة التوفي تارة إليه تعالى ، وأخرى إلى ملك الموت ، وثالثة إلى الملائكة ، تعليما بأن المتوفى بأيدي ملك الموت والملائكة في عين كونه فعلهم هو فعل الله تبارك وتعالى . ومنها : الآيات الناسبة الإضلال إلى الله تارة ، وإلى إبليس أخرى ، وإلى فرعون وسامري ثالثة ، وإلى الأصنام رابعة ، في قوله : * ( واجنبني وبني أن نعبد الأصنام * رب إنهن أضللن . . . ) * . ومن الآيات قوله تعالى : * ( الحمد لله رب العالمين ) * ، ف " ال " - سواء كان للجنس أو الاستغراق - يدل على حصر جنس " الحمد " وجميع المحامد على الله - عز وجل - وذلك مما يحققه البرهان ، لأن الحمد والمدح والشكر معناها الثناء ، إلا أن المدح هو الثناء على الجميل والحمد هو الثناء على الجميل الاختياري ، والشكر لا يقال إلا في قبال النعمة . فكل شكر حمد وليس كل حمد شكرا ، وكل حمد مدح وليس كل مدح حمدا . فالثناء من أي حامد صدر وعلى أي محمود وقع فإنما هو على الجميل ، لا على ما اكتنف به من الحدود والقيود ، فبالحقيقة المحمود هو الجميل المطلق المنزه عن كل حد وتعين ، فإن الحمد الملازم له لا يزيده إلا التنقيص والضيق ، فلا يكون مرميا للحمد والثناء ، وإنما الثناء يستهدف الجمال المطلق والكمال التام . فكل جميل محفوف بالحد والنقص بما هو شعاع والتماع للجمال المطلق فالحمد له حمد للجمال المطلق والحدود والقيود الحافة به غير منظور إليها ، فإن
85
نام کتاب : حديث الطلب والإرادة نویسنده : السيد الخميني جلد : 1 صفحه : 85