نام کتاب : حديث الطلب والإرادة نویسنده : السيد الخميني جلد : 1 صفحه : 79
بالذات وإلى الممكن بالعرض ، والشرور من الممكن بالذات ومنسوبة إليه تعالى بالعرض ، فحينئذ يصح أن يقال : كل من عند الله ( 1 ) ، فإنه لولا الإيجاد والإفاضة وبسط الخيرات لم يكن وجود ولا حد وجود ولا طبيعة ولا ضيقها . ولعل تغيير الأسلوب وتخلل لفظة " عند " في قوله تعالى : * ( قل كل من عند الله ) * للإشارة إلى المجعولية بالعرض [ 26 ] . [ 26 ] بعد الفراغ عن بيان توحيد الأفعال ، وأنه لا فاعل بالاستقلال إلا الله المتعالي أراد أن يبين كيفية دخول الشرور في القضاء الإلهي بالعرض ، مع كون المبدأ هو الخير المحض ، خلافا للثنوية القائلين بأن الله تعالى هو فاعل الخير فقط ، وفاعل الشر مبدأ آخر سموه " أهرمن " أو شيئا آخر ، فقالوا بإلهين اثنين : إله الخير وإله الشر . وحكي عنهم : أنهم قالوا في توجيه معتقدهم الثنوي : إنا نجد في العالم خيرات وشرور ، مثل الأمراض والفتن والمحن والقحط والغلاء والظلم والهرج والمرج ونحو ذلك ، ولا يسوغ العقل السليم بمقتضى المسانخة بين العلة والمعلول صدور هذه الشرور عن المبدأ الخير المحض ، فلا بد من مبدأ شرير قديم فاعل مستقل لتلك الشرور ، فبقولهم بقدم مبدأ الشرور واستقلاله امتازوا عن قول أرباب الشرائع بالشيطان في مذهبهم الباطل هذا ، فإن الشيطان ليس قديما بالذات بل هو مخلوق ، وليس فاعلا بالاستقلال بل الوجود الإمكاني كله مجعول لله تعالى . وحيث كان الكلام في المقام عن التوحيد في أبعاده - الذات والصفات والأفعال - مفروغ عنه فالواجب توجيه الكلام إلى البحث عن عويصة دخول الشر في القضاء الإلهي والتيامه مع وحدة المبدأ تعالى : نقل عن أفلاطون : إن الشر عدم ، وقد بين ذلك بالأمثلة ، فإن في القتل بالسيف - مثلا - شرا ، وليس هو في قدرة الضارب على مباشرة الضرب ، ولا في شجاعته ، ولا في
1 - النساء ( 4 ) : 78 .
79
نام کتاب : حديث الطلب والإرادة نویسنده : السيد الخميني جلد : 1 صفحه : 79