نام کتاب : حديث الطلب والإرادة نویسنده : السيد الخميني جلد : 1 صفحه : 78
إرشاد : [ في استناد الأفعال إلى الله ] مع أن كل أثر من كل ذي أثر وفعل كل فاعل منسوب إليه وإليه تعالى كما عرفت ، لكن خيراتها وحسناتها وكمالاتها وسعاداتها كلها من الله تعالى وهو تعالى أولى بها منه ، وشرورها وسيئاتها ونقائصها وشقاواتها ترجع إلى نفسه وهو أولى بها منه تعالى ، فإنه تعالى لما كان صرف الوجود يكون صرف كل كمال وجمال ، وإلا يلزم عدم كونه صرفا ، وهو يرجع إلى التركيب والإمكان . وأيضا يلزم أن يكون في التحقق أصلان : الوجود ومقابله ، مع أن مقابله العدم والماهية ، وحالهما معلومة . فهو تعالى صرف الوجود وصرف كل الكما لات ، والصادر من صرف الوجود لا يمكن أن يكون غير الوجود والكمال ، والنقائص والشرور لوازم ذات المعاليل من غير تخلل جعل ، لعدم إمكان تعلقه إلا بالوجود وهو نفس الكمال والسعادة والخير . فالخيرات كلها مجعولات ومبدأ جعلها هو الحق تعالى ، والشرور التي في دار الطبيعة المظلمة من تصادمات الماديات وضيق عالم الطبيعة وكلها ترجع إلى عدم وجود أو عدم كما ل وجود . والأعدام كلها غير متعلقة للجعل ، بل المضافة منها من لوازم المجعول ، وتضائق دار البوار ، وتصادم المسجونين في سجن الطبيعة وسلاسل الزمان ، فكلها ترجع إلى الممكن . فما أصابك من حسنة وخير وسعادة وكمال فمن الله ، وما أصابك من سيئة وشر ونقص وشقاء فمن نفسك ( 1 ) . لكن لما كانت النقائص والشرور اللازمة للموجودات الإمكانية من قبيل الأعدام المضافة ، والحدود والماهيات كان لها وجود بالعرض ، والخيرات كلها منسوبة إليه تعالى
1 - النساء ( 4 ) : 79 .
78
نام کتاب : حديث الطلب والإرادة نویسنده : السيد الخميني جلد : 1 صفحه : 78