نام کتاب : حديث الطلب والإرادة نویسنده : السيد الخميني جلد : 1 صفحه : 80
قوة عضلات يده ، فإن ذلك كله كمال له ليس من الشر في شئ ، وليس هو في حدة السيف وكونه قطاعا ، فإن ذلك من كماله وحسنه ، وليس هو في انفعال رقبة المقتول عن الآلة القطاعة ، فإن من كماله أن يكون كذلك ، فلا يبقى للشر إلا إزهاق روح المقتول وبطلان حياته ، وهو عدمي . وعلى هذا سائر الأمثلة ، فالشر عدم . ثم إن الشرور التي في العالم لما كانت مرتبطة بالحوادث الواقعة مكتنفة بها كانت أعداما مضافة لا عدما مطلقا ، فلها حظ من الوجود كأنواع الفقد والنقص والموت والفساد الواقعة في الخارج الداخلة في النظام الكوني ، فلها مساس بالقضاء الإلهي الحاكم في الكون ، لكنها داخلة في القضاء بالعرض لا بالذات فإن الشرور التي في دار الطبيعة المظلمة كلها من تصادمات الماديات وضيق عالم الطبيعة ، وكلها ترجع إلى عدم وجود أو عدم كمال وجود ، والأعدام كلها غير متعلقة للجعل ، بل المضافة منها من لوازم المجعول وتضائق دار البوار والتصادم . فالنقائص والشرور من لوازم ذوات المعاليل ، من غير تخلل جعل ، لعدم إمكان تعلقه إلا بالوجود ، فهي مجعولة بالعرض لا بالذات . فالخيرات كلها مستندة إلى الله تعالى دون الشرور ، إلا بالعرض كما تبين في كلام الإمام ( قدس سره ) . وبعبارة : الذي تعلقت به كلمة " كن " الإيجادية وشمله القضاء بالذات في الأمور المكتنفة بشئ من الشر هو تلبس الشئ بالوجود . وأما العدم والشر المكتنف به فليس إلا مستندا إلى عدم قابليته ، وإنما ينسب إليه الوجود بالعرض ، لمكان نوع من الاتحاد المتوهم بينهما . وهذا هو المتفاهم من قوله عز وجل : * ( إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ) * فإن معناه أن الله سبحانه أمره عند إرادة شئ قوله " كن " ، فيوجد نفس ذلك الشئ المراد ، ويكون ذلك المخاطب بعد استماعه كلام الحق - تعالى شأنه - ممتثلا أمره موجودا .
80
نام کتاب : حديث الطلب والإرادة نویسنده : السيد الخميني جلد : 1 صفحه : 80