نام کتاب : حديث الطلب والإرادة نویسنده : السيد الخميني جلد : 1 صفحه : 74
أوضحت من أمرنا ما كان ملتبسا * جزاك ربك بالإحسان إحسانا ( أصول الكافي 1 ، 156 ) . دلالة الخبر على كون السائل يزعم أن تعلق القضاء بالحوادث - ومن جملتها أفعال الإنسان - يوجب ارتفاع الإرادة واختياره عنها ، واضحة ، فلذلك أطلق أمير المؤمنين ( عليه السلام ) على هذه المزعمة الجبرية عناوين ، منها القدرية فقال ( عليه السلام ) : " تلك مقالة إخوان عبدة الأوثان وخصماء الرحمان وحزب الشيطان وقدرية هذه الأمة ومجوسها " . ثم أرشد السائل إلى ما هو الحق بتبيين أن قضاء الله تعالى وسبق علمه لا يوجب علينا الحتم والإكراه والاضطرار ولا ينافي الاختيار ، بل أمره تعالى وتكليفه على تخيير من العبد في الفعل والترك ومثله نهيه سبحانه وتعالى ، فكأنه بوجه إعلام منه ، كأنه قيل : من ائتمر أو انتهى فله ثواب كذا ، ومن تمرد وخالف فله عقاب كذا ، انتهى . هذا إطلاق القدرية على الجبري . وأما إطلاقها على المفوضة : ففي خبر يونس بن عبد الرحمان عن الرضا - عليه آلاف التحية والثناء - قال : قال لي أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) : " يا يونس ! لا تقل بقول القدرية فإن القدرية لم يقولوا بقول أهل الجنة ، ولا بقول أهل النار ، ولا بقول إبليس فإن أهل الجنة قالوا : * ( الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ) * ، وقال أهل النار : * ( ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين ) * ، وقال إبليس : * ( رب بما أغويتني ) * " . فقلت : والله ما أقول بقولهم ، ولكني أقول : لا يكون إلا بما شاء الله وأراد وقدر وقضى . فقال : " يا يونس ! ليس هكذا ، لا يكون إلا ما شاء الله وأراد وقدر وقضى ، يا يونس ! تعلم ما المشية ؟ " قلت : لا .
74
نام کتاب : حديث الطلب والإرادة نویسنده : السيد الخميني جلد : 1 صفحه : 74