نام کتاب : حديث الطلب والإرادة نویسنده : السيد الخميني جلد : 1 صفحه : 73
المؤمنين أخبرنا عن مسيرنا إلى أهل الشام ، أبقضاء من الله وقدره ؟ فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : " أجل يا شيخ ، ما علوتم تلعة ولا هبطتم بطن واد إلا بقضاء من الله وقدر " . فقال له الشيخ : عند الله أحتسب عنائي يا أمير المؤمنين ؟ فقال له : " مه يا شيخ ! فوالله لقد عظم الله الأجر في مسيركم وأنتم سائرون ، وفي مقامكم وأنتم مقيمون ، وفي منصرفكم وأنتم منصرفون ، ولم تكونوا في شئ من حالاتكم مكرهين ولا إليه مضطرين " . فقال له الشيخ : وكيف لم نكن في شئ من حالاتنا مكرهين ولا إليه مضطرين ، وكان بالقضاء والقدر مسيرنا ومنقلبنا ومنصرفنا ؟ فقال له : " وتظن أنه كان قضاء حتما وقدرا لازما ، إنه لو كان كذلك لبطل الثواب والعقاب والأمر والنهي والزجر من الله ، وسقط معنى الوعد والوعيد . فلم تكن لائمة للمذنب ولا محمدة للمحسن ، ولكان المذنب أولى بالإحسان من المحسن ولكان المحسن أولى بالعقوبة من المذنب ، تلك مقالة إخوان عبدة الأوثان وخصماء الرحمان وحزب الشيطان وقدرية هذه الأمة ومجوسها . إن الله - تبارك وتعالى - كلف تخييرا ونهى تحذيرا وأعطى على القليل كثيرا ولم يعص مغلوبا ولم يطع مكرها ولم يملك مفوضا ولم يخلق السماوات والأرض وما بينهما باطلا ولم يبعث النبيين مبشرين ومنذرين عبثا ، ذلك ظن الذين كفروا ، فويل للذين كفروا من النار " . فأنشأ الشيخ يقول : أنت الإمام الذي نرجو بطاعته * يوم النجاة من الرحمان غفرانا
73
نام کتاب : حديث الطلب والإرادة نویسنده : السيد الخميني جلد : 1 صفحه : 73