نام کتاب : حديث الطلب والإرادة نویسنده : السيد الخميني جلد : 1 صفحه : 71
الثاني : الوعد والوعيد واستحقاق الثواب والعقاب . الثالث : تنزيه الله تعالى عن إيجاد الشرور والقبائح من الكفر والمعاصي ونحوها . ولكنهم غفلوا عما يلزمهم من إثبات الشركاء لله ، حيث جعلوا العبد مستقلا في الإيجاد ، فأخرجوه من حد الإمكان إلى مقام الوجوب ، فجعلوا العباد شركاء لله تعالى كما في كلام إمامنا الرضا ( عليه السلام ) على ما أشار إليه الأستاذ الإمام ، رضوان الله عليه . ويجب أن يعلم : أن خصوم المفوضة يطلقون عليهم اسم " القدرية " ، كما أنهم يطلقون على خصومهم اسم " القدرية " ، وذلك لأنه ورد عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " القدرية مجوس هذه الأمة " . فكل من الفريقين يرمي الآخر بأنه المراد من الحديث ، إذ لكل منهما وجه من الشباهة بالمجوس القائلين بأن الخير والشر ليسا منا بل من غيرنا ، وأن فاعل الخير هو يزدان وفاعل الشر هو أهرمن . فالقائلون بأن العبد مجبور في فعله - وهم الجبرية ، كما سيأتي بيان مذهبهم - كالمجوس في قولهم الأول ، والقائلون بأن العبد مفوض إليه الاختيار في فعله هم كالمجوس في قولهم الثاني ، وهو الاعتناق بالثنوية . فالجبري مجوس هذه الأمة حيث ينسب الخسائس والنقائص إلى الله ، نظرا إلى السبب الأول وأن الكل بتقديره وقدرته ، مع قطع النظر عن الوسائط ، فبذلك يصح إطلاق القدرية عليهم . كما أن المفوضة حيث نظروا إلى الأسباب القريبة للأفعال قالوا بالقدر والتفويض وأن الأفعال واقعة بقدرتنا مقدرة بتقديرنا ومفوضة إلينا ، فإطلاق القدرية عليهم أيضا واقع في محله ، كما أن إطلاق المجوس على كل واحد من الفريقين صحيح بهذه الملاحظات . ثانيها : قول المجبرة فإنهم ذهبوا إلى أن لا مؤثر في الوجود إلا الله المتعالي عن الشريك في الخلق والإيجاد ، * ( لا يسأل عما يفعل وهم يسألون ) * .
71
نام کتاب : حديث الطلب والإرادة نویسنده : السيد الخميني جلد : 1 صفحه : 71