نام کتاب : حديث الطلب والإرادة نویسنده : السيد الخميني جلد : 1 صفحه : 68
الفعل على ما هو المعروف المعهود من استناد كل فعل إلى فاعله . لكن أراد بالنفي عدم الوقوف على هذا الاستناد ، فإن الواقف معه بادئ الرأي ، فنبه الغافل وأيقظ النائم أن يقوم من الرقدة ، فينظر إلى الحق الذي في الخلق ومع الخلق أينما كانوا و * ( ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا ) * ( المجادلة : 7 ) . فلا يشذ عن معيته القيومية شئ من الأفعال والصفات . فجميع الأفعال والصفات وقبلها الذوات مستهلكة فيه تعالى ، فليس لشئ من العوالي والأداني نفسية بالنسبة إليه سبحانه ، بل لا يمكن أن يقع طرفا للحاظ : كه جائيكه دريا است من كيستم * گر أو هست حقا كه من نيستم فالعارف المتيقظ إذا شاهد صورة في الحس أو سمع كلاما أو وقع في قلبه معنى من المعاني يرتقي إلى مبادئها طالبا حقيقتها ، ويعلم أن كل ما يحدث في العالم رسول من الله سبحانه إليه يبلغ رسالة ربه ويدعوه إلى التوحيد والنظر إلى الحق في الخلق ، حتى يرى الوحدة الذاتية في الكثرة الخلقية ، كما قال الله عز وجل : * ( وكأين من آية في السماوات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون ) * ( يوسف : 105 ) . وذلك لدوامهم في نوم الغفلة واعتناقهم الحياة الحيوانية وتعاميهم عن ذكر الله تعالى ، فسيحشرون يوم القيامة عميا وعلى وجوههم غبرة ترهقها قترة . وإلى مقام النظر إلى الحق في الخلق ينظر كلام سيد الشهداء ( عليه السلام ) في دعاء عرفة : " أنت الذي لا إله غيرك ، تعرفت لكل شئ فما جهلك شئ ، وأنت الذي تعرفت إلي في كل شئ فرأيتك ظاهرا في كل شئ ، وأنت الظاهر لكل شئ " . ومما مر تعرف البيان في قوله تعالى : * ( وما تشاؤون إلا أن يشاء الله ) * حيث نفى المشية عنهم ثم استثنى من النفي ، فأفاد أن مشيتهم قائمة بوجودها على مشية الله تعالى .
68
نام کتاب : حديث الطلب والإرادة نویسنده : السيد الخميني جلد : 1 صفحه : 68