نام کتاب : حديث الطلب والإرادة نویسنده : السيد الخميني جلد : 1 صفحه : 63
ومنها : أن حقيقة الوجود ذاتها عين منشأية الآثار ، ولا يمكن سلب الأثر مطلقا عن ذاته ، لمساوقته لسلب ذاته ، فلا يمكن أن يكون موجود مسلوبا عنه الآثار ، بل سلب الأثر عن وجود مستلزم لسلبه عن كافة الوجودات - حتى وجود الواجب - لبساطة حقيقة الوجود واشتراكه المعنوي ، فتدبر جيدا [ 22 ] . لرسمت آلهتها المنحوتة في أذهانها على صورها البهيمية ، كما رأيت تمثيل الإمام المعصوم ( عليه السلام ) بالنمل الصغار ومزعمتها أن لربها زبانيين على شكلها . وهذا هو القياس الباطل الذي أشار إليه الإمام الراحل - رضوان الله عليه - وهو القياس بالنفس واختلاق المعبودات أصناما كانت أو أوهاما على أشكالهم ، * ( إنما تعبدون من دون الله أوثانا وتخلقون إفكا ) * ( العنكبوت : 17 ) . وبالجملة : فمن قاس الله سبحانه بنفسه واتخذ ما جعله في نفسه إلها فإلهه مجعول نفسه ، فهؤلاء ما رأوا الله إلا أنفسهم وما نحتوا فيها من صور لله تعالى . فالإله المجعول المتوهم - ولو في أدق معاني الوهم - مخلوق مصنوع مثلهم . ولا فرق بين تلك الأوهام المنحوتة في الأذهان وبين هذه الأصنام المصنوعة في الأعيان . وفي الخبر : " أنه إذا تجلى لهم الحق يوم القيامة أنكروه وتعوذوا منه وأساؤا الأدب عليه في نفس الأمر " هكذا كان الخبر في ذكرى نقلته بالمعنى لا باللفظ ، وللكلام تتمة . [ 22 ] اعلم : أن حقيقة الوجود البسيطة الصرفة التي حيثيتها حيثية منشأ الآثار مستهلك فيها كل مناشئ الآثار ، وبها تتحقق كل حقيقة ، فهي نور السماوات والأرض ، وهي حقيقة " هو " الذي حمل عليه الأسماء الإلهية في أواخر سورة الحشر : * ( هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم * هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس . . . ) * إلى آخر الآية .
63
نام کتاب : حديث الطلب والإرادة نویسنده : السيد الخميني جلد : 1 صفحه : 63