responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حديث الطلب والإرادة نویسنده : السيد الخميني    جلد : 1  صفحه : 62


نعم ، يجوز ذلك على رأي الأشعري القائل بالاختيار الجزافي والترجيح بلا مرجح المستبين الاستحالة في محله ، فإن على مذهب الأشعري إذا جاز وجود شئ واحد بلا إيجاب في الواحد الحقيقي فلم لا يجوز صدور أكثر منه ؟ ! فإذا كانت الخصوصية المسانخة بين المعلول والعلة جزافية فلا يستدعي صدور المعلول عن الواحد الحقيقي مسانخة ، وجاز أن يكون كل شئ علة لكل شئ ، وكل شئ معلولا لكل شئ !
وعلى ذلك يحمل قول " الشوارق " : وجوازه متفق عليه حيث كان الفاعل مختارا ، فإنه على مبنى الأشعري من إنكار قاعدة " أن الشئ ما لم يجب لم يوجد " ليسهل بنا صدور الكثير عن الواحد الحقيقي ، بل يصح دعوى الاتفاق . ولكنك عرفت : أن هذا المبنى والبناء كلاهما على شفا جرف هار .
وأساس أمثال هذه الاشتباهات - كما قال الأستاذ الإمام ( قدس سره ) - هو قياس أوصافه وأفعاله تعالى على أوصافنا وأفعالنا . وما أحسن ما قال مولانا الباقر ( عليه السلام ) : " هل سمي عالما وقادرا إلا أنه وهب العلم للعلماء والقدرة للقادرين ؟ وكل ما ميزتموه بأوهامكم في أدق معانيه مخلوق مصنوع مثلكم مردود إليكم ، والبارئ تعالى واهب الحياة ومقدر الموت . ولعل النمل الصغار تتوهم أن لله تعالى زبانيين ، فإنهما كمالها ، وتتصور أن عدمهما نقصان لمن لا تكونان له ، هكذا حال العقلاء فيما يصفون الله تعالى به فيما أحسب ، وإلى الله المفزع " ( القبسات ، الطبع الجديد ، ص 343 ، علم اليقين ، الطبع القديم ، ص 18 ) .
نعم ، اختلاق المعبود وصنع الآلهة هي سجية الإنسان من قديم الأزمان ، فكانوا ينحتون ما يعبدون غالبا على أشكالهم حسب مزعمتهم أن آلهتهم شبيهون بهم حتى في العيون والأشجار ، فلو أن البهائم كان في استطاعتها الترسيم والتجسيم

62

نام کتاب : حديث الطلب والإرادة نویسنده : السيد الخميني    جلد : 1  صفحه : 62
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست