نام کتاب : حديث الطلب والإرادة نویسنده : السيد الخميني جلد : 1 صفحه : 43
نفسه حتى يوجد أو يترك عن اختيار فاعله لا عن اختيار آمره وناهيه . إذا عرفت ذلك علمت : أن الإرادتين يمكن أن تختلفا من غير ملازمة ، كما أن المعتاد بفعل قبيح ربما ينهى نفسه عن الفعل بالتلقين ، وهو يفعل من جهة إلزام ملكته الرذيلة الراسخة ، فهو يشاء الفعل بإرادة تكوينية ولا يشاؤه بإرادة تشريعية ، ولا يقع إلا ما تعلقت به الإرادة التكوينية . والإرادة التكوينية هي التي يسميها الإمام الكاظم ( عليه السلام ) بإرادة حتم ، والإرادة التشريعية هي التي يسميها الإمام ( عليه السلام ) بإرادة عزم . وإرادة الله تعالى التكوينية تتعلق بالشئ من حيث هو موجود ، ولا موجود إلا وله نسبة الإيجاد إليه تعالى بوجوده بنحو يليق بساحة قدسه تعالى ، وإرادته التشريعية تتعلق بالفعل من حيث إنه حسن وصالح غير القبيح الفاسد . فإذا تحقق فعل موجود قبيح كان منسوبا إليه تعالى من حيث الإرادة التكوينية بوجه ، ولو لم يرده لم يوجد ولم يكن منسوبا إليه تعالى من حيث الإرادة التشريعية ، فإن الله لا يأمر بالفحشاء . فقول الكاظم ( عليه السلام ) : " إن الله نهى آدم ( عليه السلام ) عن الأكل وشاء ذلك ، وأمر إبراهيم ( عليه السلام ) بالذبح ولم يشأه " أراد بالأمر والنهي التشريعيين منهما ، وبالمشية وعدمها التكوينيتين منهما ( ج 1 ، ص 151 ) . هذا الكلام أورده في شرح الحديث المروي عن مولانا أبي الحسن الكاظم ( عليه السلام ) في باب المشية والإرادة . ومتن الحديث : عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال : " إن لله إرادتين ومشيئتين : إرادة حتم وإرادة عزم ، ينهى وهو يشاء ، ويأمر وهو لا يشاء ، أو ما رأيت أنه نهى آدم وزوجته أن يأكلا من الشجرة وشاء ذلك ، ولو لم يشأ أن يأكلا لما غلبت مشيئتهما مشيئة الله تعالى ؟ ! وأمر إبراهيم أن يذبح إسحاق ولم يشأ أن يذبحه ؟ ! ولو شاء لما غلبت مشيئة إبراهيم مشيئة الله تعالى " ( الخبر الرابع في المصدر المزبور ) .
43
نام کتاب : حديث الطلب والإرادة نویسنده : السيد الخميني جلد : 1 صفحه : 43