نام کتاب : حديث الطلب والإرادة نویسنده : السيد الخميني جلد : 1 صفحه : 22
وجهات الشرور والنقائص - الراجعة إلى الأعدام - لا يمكن أن يتعلق بذاتها العلم بالذات ، لنقص فيها ، لا في العلم . وإنما يتعلق العلم بها بوجه على جهة التبعية وبالعرض ، كما أن الإرادة أيضا متعلقة بها كذلك ، فوزان الإرادة بعينها وزان العلم في التعلق الذاتي والعرضي . على الذات ، لا هي عين الذات ، ولا هي من صفات الذات . ثم حقق القول في عينية الإرادة مع الذات المتعالية والعلم والقدرة بما أشار إليه الإمام ( قدس سره ) : من أن الجواد الحق والغني المطلق يمتنع أن تكون إفاضة الخير منافية لذاته ، بل اختيارها لازم لذاته ، انتهى . قول الإمام - رضوان الله عليه - " وزان الإرادة المتعلقة بالخيرات بالإضافة إلى العلم . . . " إلى آخره ، جواب نقضي عن تلك الشبهة بأن السمع والبصر وهكذا القدرة من الصفات الذاتية أيضا ، وليست متعلقة بكل ما تعلق به العلم ، فعلى فرض صحة الشبهة لا بد وأن يلتزم بزيادة تلك الصفات على الذات ، مع أن المشكك غير ملتزم به وروى عينية تلك الصفات الأربع مع الذات المتعالية في جامعه " الكافي " عن أبي بصير عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : " لم يزل الله عز وجل ربنا والعلم ذاته ولا معلوم ، والسمع ذاته ولا مسموع ، والبصر ذاته ولا مبصر ، والقدرة ذاته ولا مقدور . . . " انتهى ( الكافي 1 ، ص 107 ) . ثم إن الذي يحسم مادة الشبهة أن يقال : إنها نشأت من خلط المفهوم بالمصداق ، فإنا لا ننكر أن مفهوم العلم أوسع نطاقا من مفهوم الإرادة ولكن لا نقول بالاتحاد المفهومي بينهما ، بل مرادنا من اتحاد الإرادة مع العلم هو الاتحاد مصداقا ، يعني ما يصدق عليه أنه علمه تعالى - وهي الذات المقدسة - يصدق عليه أنه إرادته تعالى ، فتبصر .
22
نام کتاب : حديث الطلب والإرادة نویسنده : السيد الخميني جلد : 1 صفحه : 22