نام کتاب : حديث الطلب والإرادة نویسنده : السيد الخميني جلد : 1 صفحه : 21
شك ودفع : [ في وحدة إرادة الله وعلمه ] ربما يقال ( 1 ) : إن إرادته لا يمكن أن تكون عين علمه تعالى ، لأنه يعلم كل شئ ، ولا يريد شرا ولا ظلما ولا شيئا آخر من القبائح ، فعلمه متعلق بكل شئ دون إرادته ، فعلمه غير إرادته ، وعلمه عين ذاته ، فيجب أن تكون إرادته غير ذاته . فهو يريد لا بإرادة ذاتية ، وعا لم بعلم ذاتي . وهو مدفوع بما في مسفورات أئمة الفلسفة ( 2 ) من أن إفاضة الخيرات غير منافية لذات الجواد المطلق ، بل اختيارها لازم ذاته . وكون إفاضة الخيرات مرضيا بها بحسب ذاته هو معنى إرادته . ووزان الإرادة المتعلقة بالخيرات بالإضافة إلى العلم وزان السمع والبصر ، فإنهما عين ذاته تعالى مع أنهما متعلقان بالمسموعات والمبصرات . فذاته تعالى علم بكل معلوم ، وسمع بكل مسموع ، وبصر بكل مبصر . وكذلك الإرادة الحقة مع كونها متعلقة بالخيرات عين ذاته [ 6 ] . ولنا مسلك آخر في دفعه نشير إليه إجمالا ، والتفصيل - كالبرهان عليه - موكول إلى محله ، وهو : أن العلم الذي هو عين ذاته تعالى - وهو كشف تفصيلي في عين البساطة والوحدة - حقيقته حقيقة الوجود الصرف الجامع لكل وجود بنحو الوحدة والكشف التام المتعلق بتبع كشفه عن الأشياء إنما هو كشف عن الوجود بما هو وجود بالذات . [ 6 ] قال في " القبسات " : هذه شبهة قد استحصفها شيخنا الأقدم ، رئيس المحدثين ، أبو جعفر محمد بن يعقوب الكليني - رضوان الله تعالى عليه - في جامعه " الكافي " فجعلها حجة واحتج بها على إثبات أن الإرادة القيومية الوجوبية زائدة