نام کتاب : حديث الطلب والإرادة نویسنده : السيد الخميني جلد : 1 صفحه : 17
[ فساد قول المعتزلة ] أما قول المعتزلة : فلأن إحداث الكلام المتجدد والمتصرم بلا وسط مستلزم لمفاسد كثيرة ، منها التجدد في ذاته وصفاته ، تعالى عنه . وقضية إيحاء الوحي وإنزال الكتب إلى الأنبياء والمرسلين ( عليهم السلام ) من العلوم الربانية قلما يتفق لبشر أن يكشف مغزاها ، كتكلمه تعالى مع موسى ( عليه السلام ) . وقد أشار إلى بعض أسرارها قوله تعالى : * ( نزل به الروح الأمين * على قلبك لتكون من المنذرين ) * ( 1 ) وقوله تعالى : * ( إنه لقرآن كريم * في كتاب مكنون * لا يمسه إلا المطهرون ) * ( 2 ) وقوله تعالى : * ( إن هو إلا وحي يوحى * علمه شديد القوى * ذو مرة فاستوى * وهو بالأفق الأعلى * ثم دنا فتدلى * فكان قاب قوسين أو أدنى * فأوحى إلى عبده ما أوحى * ما كذب الفؤاد ما رأى ) * ( 3 ) إلى آخره ، فأشار إلى كيفية الوحي ونزول الكتاب بوجه موافق للبرهان ، غير مناف لتنزيهه تعالى عن شوب التغير ، ووصمة الحدوث . ولعمري إن الأسرار المودعة في هذا الكلام الإلهي المشير إلى كيفية الوحي ، ودنو روحانية رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى مقام " التدلي " ، والمقام المعبر عنه ب " قاب قوسين " ، وما يشار إليه بقوله * ( أو أدنى ) * ( 4 ) ، ثم تحقق الوحي مما لم يصل إليه فكر البشر إلا الأوحدي الراسخ في العلم بقوة البرهان المشفوع إلى الرياضات ونور الإيمان . والمقصود : دفع توهم كونه تعالى متكلما بإيجاد الكلام المتصرم في شجرة موسى ( عليه السلام ) أو غيرها ، أو بقيام التكلم به قياما صدوريا ، والفرق بيننا وبينه : أن إيجادنا بالآلة وإيجاده بغيرها ، فإن ذلك أيضا ملازم للتغير والتصرم في الصفات والذات .