نام کتاب : حديث الطلب والإرادة نویسنده : السيد الخميني جلد : 1 صفحه : 156
مواهب الجواد المطلق . وفي الروايات عن العترة الطاهرة إشارات لطيفة إلى ذلك : فمنها : ما في صحيح زرارة المروي في " الكافي " عن الباقر ( عليه السلام ) قال : " إن الله - عز وجل - إذا أراد أن يخلق النطفة التي مما أخذ عليه الميثاق في صلب آدم أو ما يبدو له فيه ويجعلها في الرحم حرك الرجل للجماع " . إلى أن قال : ثم يبعث الله ملكين خلاقين يخلقان في الأرحام ما يشاء ، يقتحمان في بطن المرأة من فم المرأة فيصلان إلى الرحم ، وفيها الروح القديمة المنقولة في أصلاب الرجال وأرحام النساء ، فينفخان فيها روح الحياة والبقاء ، ويشقان له السمع والبصر والجوارح وجميع ما في البطن بإذن الله تعالى ، ثم يوحي الله إلى الملكين : اكتبا عليه قضائي وقدري ونافذ أمري واشترطا لي البداء فيما تكتبان . فيقولان : يا رب ما نكتب ؟ فيوحي الله - عز وجل - إليهما : أن ارفعا رؤوسكما إلى رأس أمه ، فيرفعان رؤوسهما ، فإذن اللوح يقرع جبهة أمه ، فينظران فيه فيجدان في اللوح صورته وزينته وأجله وميثاقه سعيدا أو شقيا وجميع شأنه ، فيملي أحدهما على صاحبه فيكتبان جميع ما في اللوح ويشترطان البداء فيما يكتبان ، ثم يختمان الكتاب ويجعلانه بين عينيه . . . " إلى آخره ( ج 6 ، ص 13 ) . فقوله ( عليه السلام ) : " وفيها الروح القديمة المنقولة في أصلاب الرجال وأرحام النساء " يشير إلى أن الرحم المقر للنطفة مصب المواريث الخلقية والخلقية التي كانت في الأصلاب والأرحام ، فتلك المواريث المعبر عنها بالروح القديمة المتداولة بين الأجداد قد انحدرت باقتضاء قانون الإرث في هذه الرحم المفروضة المقر للنطفة . ثم تأمل في قوله ( عليه السلام ) : " فإذن اللوح يقرع جبهة أمه . . . " إلى آخره ، فإن الجبهة هي ما بين الحاجبين إلى الناصية سور محكم للمشاعر الظاهرة والمدارك الباطنة تنعكس من
156
نام کتاب : حديث الطلب والإرادة نویسنده : السيد الخميني جلد : 1 صفحه : 156