نام کتاب : حديث الطلب والإرادة نویسنده : السيد الخميني جلد : 1 صفحه : 157
طريقها الصفات وخصال الأم إلى اللوح المنصوب عليها ، كي يكون نسخة لاستنساخ الملكين واللوح بقرعه عليها يجلب توجههما ، فيستنسخان جميع ما في اللوح مع اشتراط البداء المشير إلى أن هذه كلها على سبيل الاقتضاء دون العلية التامة ، كما سيجئ التصريح به في كلام الإمام الأستاذ ( قدس سره ) . فالحاصل : أن للأصلاب والأرحام - سعيدة كانتا أم شقية - دخالة اقتضائية في سعادة الأولاد وشقاوتهم . وللمحدث العارف الفيض الكاشاني ( رحمه الله ) بيان في المقام لا بد من نقله : قال ( قدس سره ) : " قرع اللوح جبهة أمه " كأنه كناية عن ظهور أحوال أمه وصفاتها وأخلاقها من ناصيتها وصورتها التي خلقت عليها ، كأنها جميعا مكتوبة عليها ، وإنما تستنبط الأحوال التي ينبغي أن يكون الولد عليها من ناصية أمه ، ويكتب ذلك على وفق ما ثمة للمناسبة التي تكون بينه وبينها ، وذلك لأن جوهر الروح إنما يفيض على البدن بحسب استعداده وقبوله إياه . واستعداد البدن تابع لأحوال نفسي الأبوين وصفاتهما وأخلاقهما ، ولا سيما الأم المربية له على وفق ما جاء به من ظهر أبيه . فناصيتها حينئذ مشتملة على أحواله الأبوية والأمية ، أعني ما يناسبهما جميعا بحسب مقتضى ذاته . و " جعل الكتاب المختوم بين عينيه " كناية عن ظهور صفاته وأخلاقه من ناصيته وصورته التي خلق عليها ، وأنه عالم بها وقتئذ بعلم بارئها بها لفنائه بعد وفناء صفاته في ربه ، لعدم دخوله بعد في عالم الأسباب والصفات المستعارة والاختيار المجازي ، ولكنه لا يشعر بعلمه فإن الشعور بالشئ أمر والشعور بالشعور أمر آخر ( الوافي ، كتاب النكاح ، ص 194 ) .
157
نام کتاب : حديث الطلب والإرادة نویسنده : السيد الخميني جلد : 1 صفحه : 157