نام کتاب : حديث الطلب والإرادة نویسنده : السيد الخميني جلد : 1 صفحه : 155
ومنها : شموخ الأصلاب وعدمه ، وطهارة الأرحام وعدمها ، فإن لها دخالة كاملة في اختلاف الاستعدادات والإفاضات وقد أشير إليه في زيارة مولانا أبي عبد الله الحسين ( عليه السلام ) حيث تقول : " أشهد أنك كنت نورا في الأصلاب الشامخة والأرحام المطهرة " ( 1 ) فسمي النطفة لكمال لطافتها وصفائها نورا [ 41 ] . [ 41 ] اعلم : أن كل موجود حادث بعدما لم يكن فلا بد وأن يسبقه مادة كما برهن في محله ، ومادة المواد هي المادة الأولى لها قابلية الصور الغير المتناهية ، نسبتها إليها على السواء ، وإنما المعدات تقربها إلى صورة فصورة حتى تتعين لها الصورة الأخيرة وتزول القابلية للصور الأخرى . فالمادة المصورة بصورة البر - مثلا - قد زالت عنها استعداد صور النباتات الأخرى ، ولكن لها استعداد التصور بصور أنواع الحيوان ، وإذا صار البر بعمل صناعة خبزا ثم تصور بصورة النطفة الإنسانية فقد زال عنها استعداد الصورة الأخرى من أنواع الحيوان . ففي حصول كل فعلية تفقد المادة المفروضة استعدادا أو استعدادات بتوسيط المعدات والمقربات إلى الواهب الصور والعطايا . ومن المعدات المقربة للنطف إلى المصور الوهاب هي الأصلاب والأرحام ووجود الآباء والأمهات ، فإن ما يجري على الإنسان في طيلة حياته قد تعين له إجمالا قبل ولادته بوجود الآباء والأمهات . ونعم ما قيل : إن الولد بالنسبة إليهما كالفهرس المأخوذ من الكتاب الموضوع قبله ، ومن المشهور : " الولد سر أبيه " . وبالجملة : للأصلاب والأرحام دخالة في تشكل استعداد الأبناء والاستفاضة من