نام کتاب : حديث الطلب والإرادة نویسنده : السيد الخميني جلد : 1 صفحه : 145
[ منشأ اختلاف النفوس ] ثم اعلم : أن منشأ اختلاف نفوس الإنسان في الحنين إلى الخيرات والشرور والميل إلى موجبات السعادة والشقاوة أمور كثيرة نذكر مهماتها : فمنها : اختلافها في نفسها ، ومنشأ اختلاف الإفاضة على المواد المستعدة لها ، ومنشأ اختلاف المواد - أي النطف التي تستعد لقبول الصورة الإنسانية - أنها تحصل من الأغذية الخارجية بعد عمل القوى فيها أعمالها فتفرز القوة المولدة من فضول الأغذية أجزاء لتوليد المثل ، هي في الحيوان النطفة . ولما كانت الأغذية مختلفة غاية الاختلاف في اللطافة والكثافة والصفاء والكدورة ، فلا محالة تختلف النطف الحاصلة منها . فإذا حصلت النطفة من أغذية لطيفة صافية يكون لها استعداد خاص لقبول الصورة غير ما للمواد الكثيفة الكدرة أو المختلطة من اللطيفة والكثيفة . ولا يخفى : أن للاختلاط والامتزاج أنواعا كثيرة لا يحيط بها إلا الله تعالى ، وقد عرفت آنفا أن الإفاضات على المواد إنما تكون على مقدار استعداداتها لا تتعداها ولا يمكن ذلك كما لا يمكن قصور الإفاضة عنها [ 40 ] . [ 40 ] الروايات الواردة في خلقة الإنسان من الطينات المختلفة كثيرة جدا : فمنها : ما عن " العلل " عن حبة العرني عن علي ( عليه السلام ) قال : " إن الله خلق آدم من أديم الأرض ، فمنه السباخ ومنه الملح ومنه الطيب فكذلك في ذريته الصالح والطالح " . ومنها : ما عن " المحاسن " عن عبد الله بن كيسان قال : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : جعلت فداك أنا مولاك عبد الله بن كيسان .
145
نام کتاب : حديث الطلب والإرادة نویسنده : السيد الخميني جلد : 1 صفحه : 145