نام کتاب : حديث الطلب والإرادة نویسنده : السيد الخميني جلد : 1 صفحه : 144
وجوه الفعلية يلزم النقص في فاعليته تعالى ، فيتركب ذاته تعالى من حيثيتي الوجدان والفقدان ، فيكون ممكنا بالذات . فمقتضى القاعدة : أنه سبحانه واحد لا يعتريه نقص ولا فتور في فاعليته ، ولا إمساك في فيضه ، ولا بخل في إحسانه ، ولا انقطاع في عطائه ، ولا توقف على سنوح إرادة أو قصد إلى تحصيل مصلحة له أو لغيره . وما إلى ذلك مما يستكمل به فاعليته ، فيجب كونه فياضا لم يزل ولا يزال باسط اليدين بالعطية والرحمة في الآباد والآزال . ومما ذكرنا تنبهت : أن وجوب دوام فيضه وامتناع إمساكه كلاهما باختياره ، لأنه من البين أنه تعالى قادر مختار ، فدوام فيضه بقدرته واختياره ، فيكون وجوب الإفاضة ناشئا من اختياره تعالى ، ويستلزم ذلك طبعا امتناع المقابل بنفس هذا الاختيار ، فإن من المبرهن أن أحد النقيضين ليس يصح أن يجب إلا إذا امتنع النقيض الآخر بجميع أنحائه . فامتناع إمساك الفيض منه تعالى يكون بقدرته واختياره ، كما أن صدور القبيح والظلم منه تعالى ممكنا بالذات ، إلا أنه ممتنع منه تعالى باختياره ، لما ثبت أنه سبحانه بذاته المقدسة علة لما سواه على النظام الأحسن وجوبا ولزوما بإرادته واختياره ، فيكون صدور النظام على غير ذلك الوجه ممتنعا بنفس هذا الاختيار . فصدور القبيح - ومنه الظلم - مع قدرته تعالى عليه ممتنع باختياره ، ومن النظام الأحسن الواجب الصدور إفاضة الفيض على المحال تام القابلية . ثم يجب أن يعلم : أنه كما يجب الإفاضة على المواد تام الاستعداد ويمتنع الإمساك ، كذلك يجب إفاضة الفيض الوجودي بقدر الاستعدادات ، لما ثبت في محله من لزوم التناسب بين الصورة والمادة ، وأنه تعالى أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها .
144
نام کتاب : حديث الطلب والإرادة نویسنده : السيد الخميني جلد : 1 صفحه : 144