نام کتاب : حديث الطلب والإرادة نویسنده : السيد الخميني جلد : 1 صفحه : 12
والقول ( 1 ) الفحل الوسط : هو إثبات الصفات المتحدة مع الذات ، لأن صرف الوجود صرف كل كمال وجمال ، لا تشذ عنه حيثية كمالية ، بل يرجع كل كمال وجمال إلى حقيقة الوجود بحسب الخارج ، وإلا يلزم الأصلان أو الأصول ، والتركيب في ذاته ، والخلف في صرافة الوجود ، والإمكان في الوجود الواجبي ، إلى غير ذلك مما يطول ذكرها وذكر البراهين عليها [ 3 ] . [ 3 ] اعلم : أن البراهين على عينية الصفات مع الذات المقدسة كثيرة مذكورة في محلها ، ولكن الإمام ( قدس سره ) أشار إليها من طريق صرافة الوجود ، وذلك لأن الوجود حقيقة أصيلة ، وكل موجود فله حقيقة بالوجود وبدونه باطل في الخارج . وبعبارة أخرى : إذا تأملنا في هذه الحقائق الموجودة في العين وجدناها ذات حيثيتين : ماهية ووجود ، فالماهيات المحمول عليها الوجود بدون الوجود باطلات . وإنما ينتزع الموجودية عن كل موجود بالوجود ، وموجودية الوجود - مع قطع النظر عما عداه - بنفس ذاته ، فهو حقيقة الواجب تعالى ، فهو صرف ليس له تقييد ولا تعليل ، فلا جرم لا ثاني له ويكون فرض الثاني له ممتنعا ، لأن غيره باطل - كما علمت - فكلما فرض ثانيا له فهو هو لا غيره . فكل كمال وجمال يرجع إلى حقيقته المتعالية بنحو العينية ، فلو لم يرجع فلا بد وأن يكون لكل كمال وجمال مرجع غير حقيقة الوجود ، ولازمه ثبوت أصل أو أصول غير الوجود ، وقد ثبت أصالته وصرافته ، وهذا خلف . وأيضا يلزم منه التركيب في ذاته تعالى ، لأنه لما كان الواجب في ذاته مصداقا للواجبية ومطابقا للحكم عليه بالموجودية بلا جهة أخرى غير ذاته يلزم أن يكون تبارك وتعالى واجبا بجميع الحيثيات الصحيحة ، وإلا لم تكن ذاته بتمامها مصداق حمل الوجود والوجوب ، إذ لو فرض فاقدا لمرتبة من مراتب الوجود ووجه من وجوه الكمالات بما هو