نام کتاب : حديث الطلب والإرادة نویسنده : السيد الخميني جلد : 1 صفحه : 11
طويلة - إلى أن هاجر إلى البصرة ودخل في حلقة الحسن البصري الذي كان يبحث عن المسائل الاعتقادية . فوقع يوما مشاجرة بين الحسن البصري وواصل بن عطاء في مسألة ، فاعتزل ابن عطاء عن حلقته وخالفه في أكثر المسائل ، فحدث من هنا مسلك الاعتزال . وممن وافق الحسن البصري في آرائه وعقائده أبو الحسن الأشعري تلميذ أبي علي الجبائي المعتزلي ، وكان معاصر الإمام المحدثين ، ثقة الإسلام الكليني - رضوان الله تعالى عليه - واتبع أستاذه الجبائي في الاعتزال ، ثم رجع عنه . وإليه نسبت الفرقة الأشعرية ، فصارت في قبال الفرقة المعتزلة . ثم اشتد الجدال هاهنا في أوصاف الواجب - تعالى شأنه : فذهبت الأشعرية إلى جانب الإفراط بإثبات صفات زائدة على ذاته ، وسيجئ إبطاله في كلام الإمام ( قدس سره ) . والمعتزلة إلى جانب التفريط بنفي الصفات عنه تعالى وإثبات غاياتها وما يترتب عليها . فمحصول قولهم : إن الذات المتعالية بذاتها نائبة مناب الصفات من قبيل " خذ الغايات واترك المبادئ " ، بمعنى أن هنا عالما لا علم له وقادرا لا قدرة له وحيا لا حياة له وهكذا سائر الصفات ، فغايات تلك الصفات مترتبة على الذات المقدسة ، وأما مبادئها فلا . وحكي عن بعض رؤساء المعتزلة : أنها من الاعتبارات العقلية التي لا وجود لها في الخارج ، حيث أرجعوا جميع الصفات إلى صفة العلم والقدرة ، وزعموا أنهما صفتان ذاتيتان هما اعتباران للذات ، وسيجئ إبطاله أيضا في كلام الإمام ( رحمه الله ) .
11
نام کتاب : حديث الطلب والإرادة نویسنده : السيد الخميني جلد : 1 صفحه : 11