نام کتاب : حديث الطلب والإرادة نویسنده : السيد الخميني جلد : 1 صفحه : 10
الأجر المسؤول يعود خيره إلى الأمة ، وذلك لأن هؤلاء القربى والعترة الطاهرين هم السبيل إلى الله ، فقال : * ( قل ما أسألكم عليه من أجر إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا ) * ( الفرقان : 57 ) . ولكن وقعت الواقعة بأيدي المنافقين ، فقلبوا للمسلمين أمورا كلها كان سلما وصدقا وتضحية وإيثارا فبدلوها إلى أضدادها ، حتى أنه بلغ الأمر إلى أن تلاكمت مشائخ الصحابة وجثمان الرسول الأطهر بين أظهرهم ، فغيروا بأيديهم ما التزموه ، قبيل أيام مبايعة بالاعتناق بالولاية التي سماها الله تعالى نعمة تامة * ( وأتممت عليكم نعمتي ) * ( المائدة : 3 ) . فمن مغبات هذه الواقعة المؤسفة حروب الردة ، وظهور العصبية والحمية الجاهلية التي كانت دفينة في نفوس القوم حديثي العهد بالإسلام تنتظر الفرصة ، فطفقت تلك العصبيات والحميات تنمو وتكبر في الجو المساعد الذي حدث في الامتزاج بين الأمة المسلمة الغالبة والأمم المغلوبة ، امتزاج في الحضارة والنظم الاجتماعية ، ولا سيما المقتبسة من نظم القياصرة والأكاسرة في السياسة والإدارة ، امتزاج في العقائد الدينية والآراء الفلسفية ، خصوصا المجلوبة بعد فتح مصر من الإسكندرية التي كانت ملتقى المذاهب الفلسفية والأنظار الشرقية والغربية ومجمع الأساطير اليونانية والرومانية . ومن البديهي أن البحث عن ذات المبدأ تعالى وصفاته كان دائرا بين أصحاب تلك العقائد الدينية والآراء الفلسفية ، فبالطبع كانوا يلقون في مجالس المسلمين ويتلقاه المسلمون ، وكانوا يبحثون فيما تلقوه في حلقاتهم التي كانوا يؤسسونها للمناظرات الدينية . وفيهم شياطين اليهود المستسلمة وموابذ الفرس الضاغنين على الإسلام . ويقال : أول مدرسة فكرية ظهرت في الإسلام هي مدرسة محمد بن الحنفية ابن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في المدينة ، وكان واصل بن عطاء من أهل المدينة ، رباه محمد بن الحنفية وعلمه ، وكان مع ابنه أبي هاشم عبد الله بن محمد ، ثم صحبه بعد موت أبيه - صحبة
10
نام کتاب : حديث الطلب والإرادة نویسنده : السيد الخميني جلد : 1 صفحه : 10