نام کتاب : حديث الطلب والإرادة نویسنده : السيد الخميني جلد : 1 صفحه : 104
فإن قال قائل : إن هذا علم أيضا بالقوة ، ولكن قوة قريبة من الفعل . فذلك باطل ، لأن لصاحبه يقينا بالفعل حاصلا لا يحتاج أن يحصله بقوة بعيدة أو قريبة ، فذلك اليقين ، لأنه متيقن أن هذا حاصل عنده إذا شاء علمه ، فيكون تيقنه بالفعل بأن هذا حاصل تيقنا به بالفعل ، لأنه من المحال أن تتيقن أن المجهول بالفعل معلوم عنده مخزون ، فكيف تتيقن حال الشئ إلا والأمر هو من جهة ما تتيقنه معلوم . فهو بهذا النوع البسيط معلوم عنده ، ثم يريد أن يجعله معلوما بنوع آخر . ومن العجائب : أن هذا المجيب حين يأخذ في تعليم غيره تفصيل ما هجس في نفسه دفعة ، يكون مع ما يعلمه يتعلم العلم بالوجه الثاني ، فيرتب تلك الصورة فيه مع ترتب ألفاظه : فأحد هذين هو العلم الفكري الذي إنما يستكمل به تمام الاستكمال إذا ترتب وتركب . والثاني هو العلم البسيط الذي ليس من شأنه أن يكون له في نفسه صورة بعد صورة ، ولكن هو واحد تفيض عنه الصور في قابل الصور ، فذلك علم فاعل للشئ الذي نسميه علما فكريا ، ومبدء له ، وذلك هو للقوة العقلية المطلقة من النفوس المشاكلة للعقول الفعالة . وأما التفصيل فهو للنفس من حيث هو نفس ، فإن لم يكن له ذلك لم يكن له علم نفساني ، انتهى . الأمر الثاني : أنه بعدما عرفت أن الملكة البسيطة - العقل البسيط - علم فاعل للعلم الفكري ومبدأ لفيضان الصور في لوحة قابل الصور - كما في تعبير الشيخ الرئيس ( رحمه الله ) - وأن النفس في مقام العقل البسيط والملكة الإجمالية في خلق الصور لا تحتاج إلى تصورها وتصديقها والشوق والعزم ونحوها ، كما في عبارة الإمام الراحل ( قدس سره ) . فاعلم : أن فاعلية النفس بالنسبة إليها فاعلية بالعناية بل بالتجلي . وتوضيحه مع الاستعانة بوجه ضبط - أشار إليه المتأله السبزواري قدس سره
104
نام کتاب : حديث الطلب والإرادة نویسنده : السيد الخميني جلد : 1 صفحه : 104