نام کتاب : حديث الطلب والإرادة نویسنده : السيد الخميني جلد : 1 صفحه : 103
العلمية واجد لها في مرتبة ذاته البسيطة بنحو أعلى وأشرف وأكمل فكذا الفاعل للإرادة ، لكن لما كانت النفس ما دامت متعلقة بالبدن ومسجونة في سجن الطبيعة غير تامة التجرد تجوز عليها التغييرات والتبدلات والفاعلية تارة وعدمها أخرى ، والعزم وعدمه ، فلا يجب أن تكون فعالة بالدوام ولا عالمة عاملة وعازمة كذلك . نعم ، لو فرض حصول التجرد التام لها تصير مبدأ للصور الملكوتية من غير تخلف عنها إلا بوجه الظهور والبطون مما يعرفه الراسخون في العلم [ 32 ] . [ 32 ] الظاهر : أن هذا التحقيق لم يسبقه إليه أحد في دفع هذا الإشكال ، وأنه مما ألهمه الله تعالى ومن عليه بعدما كان معتمدا على " أسد ما قيل " . والتحقيق المذكور - كما ترى - مبتن على ضربين من الأفعال الاختيارية الصادرة من النفس ، والعمدة هو الضرب الثاني الذي يتضح ببيان أمرين : الأمر الأول : تفسير الملكة البسيطة الخلاقة للتفاصيل ، وصفوة القول في ذلك ما نبه عليه الشيخ في علم النفس من كتاب " الشفاء " بقوله : إن تصور المعقولات على وجوه ثلاثة : أحدها : التصور الذي يكون في النفس بالفعل مفصلا منظما . الثاني : أن يكون قد حصل التصور واكتسب ، لكن النفس معرضة عنه . ونوع آخر من التصور ، وهو مثل ما يكون عندك في مسألة تسأل عنها مما علمته ، أو مما هو قريب من أن تعلمه وحضرك جوابها في الوقت ، وأنت متيقن بأنك تجيب عنها مما علمته ، من غير أن يكون هناك تفصيل البتة ، بل إنما تأخذ في التفصيل والترتيب في نفسك مع أخذك في الجواب الصادر عن يقين منك بالعلم به قبل التفصيل ، فهو كمبدأ لذلك التفصيل ، انتهى .
103
نام کتاب : حديث الطلب والإرادة نویسنده : السيد الخميني جلد : 1 صفحه : 103