responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حديث الطلب والإرادة نویسنده : السيد الخميني    جلد : 1  صفحه : 102


بنائية ، وليست الهيئة والنظم من فعل الإنسان إلا بالعرض ، وما هو فعله بالآلة الحركة القائمة بالعضلات أولا وبتوسطها بالأجسام ، وفي هذا الفعل يكون بين النفس المجردة والفعل وسائط ومبادي من التصور إلى العزم وتحريك العضلات .
الضرب الثاني : ما يصدر منها بلا وسط أو بوسط غير جسماني كبعض التصورات التي يكون تحققها بفعالية النفس وإيجادها - إن لم نقل جميعها كذلك - مثل كون النفس لأجل الملكة البسيطة الحاصلة لها من ممارسة العلوم خلاقة للتفاصيل ، ومثل اختراع المهندس صورة بدعية هندسية ، فإن النفس مع كونها فعالة لها بالعلم والإرادة والاختيار لم تكن تلك المبادي حاصلة بنحو التفصيل كالمبادي للأفعال التي بالآلات الجسمانية ، ضرورة أن خلق الصور في النفس لا تحتاج إلى تصورها والتصديق بفائدتها والشوق والعزم وتحريك العضلات ، بل لا يمكن توسيط هذه الوسائط بينها وبين النفس ، بداهة عدم كون التصور مبدأ للتصور بل نفسه حاصل بخلاقية النفس ، وهي بالنسبة إليه فاعلة بالعناية بل بالتجلي ، لأنها مجردة والمجرد واجد لفعليات ما هو معلول له في مرتبة ذاته ، فخلاقيته لا تفتقر إلى تصور زائد ، بل الواجدية الذاتية في مرتبة تجردها الذاتي الوجودي كافية للخلاقية ، كما أنه لا تفتقر إلى إرادة وعزم وقصد زائد على نفسه .
إذا عرفت ذلك فاعلم : أن العزم والإرادة والتصميم ولا تكون مبدئيتها بالآلات الجرمانية بل هي موجدة لها بلا وسط جسماني . وما كان حاله كذلك في صدوره من النفس لا يكون ، بل لا يمكن أن يكون بينه وبينها إرادة زائدة متعلقة به ، بل هي موجدة له بالعلم والاستشعار الذي في مرتبة ذاتها ، لأن النفس فاعل إلهي واجد لأثره بنحو أعلى وأشرف ، فكما أن المبدأ للصور

102

نام کتاب : حديث الطلب والإرادة نویسنده : السيد الخميني    جلد : 1  صفحه : 102
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست