ابعثوا إلى أهل جعفر طعاماً ، فجرت السنة ( 1 ) . وعن مُسكِّن الفؤاد : لمَّا أصيب جعفر بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) أتى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أسماء ، فقال لها : أخرجي لي ولد جعفر ، فأُخرجوا إليه فضمَّهم إليه وشمَّهم ، ودمعت عيناه ، فقالت : يا رسول الله ! أصيب جعفر ؟ فقال ( صلى الله عليه وآله ) : نعم ، أصيب اليوم . قال عبد الله بن جعفر : أحفظ حين دخل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) على أمي فنعى لها أبي ، ونظرت إليه وهو يمسح على رأسي ورأس أخي ، وعيناه تهرقان الدموع ، حتى تقطر لحيته ، ثمَّ قال : اللهم إن جعفراً قد قدم إلى أحسن الثواب ، فأخلفه في ذرّيّته بأحسن ما خلفت أحداً من عبادك في ذرّيّته ، ثمَّ قال : يا أسماء ! ألا أبشِّركِ ؟ قالت : بلى ، بأبي أنت وأمي ، فقال : إن الله عزَّ وجلَّ جعل لجعفر جناحين يطير بهما في الجنة ( 2 ) . وعن الإمام الصادق ( عليه السلام ) قال : إن النبي ( صلى الله عليه وآله ) لمَّا جاءته وفاة جعفر بن أبي طالب وزيد بن حارثة كان إذا دخل بيته كثر بكاؤه عليهما جدّاً ، ويقول : كانا يحدِّثاني ويؤنساني ، فذهبا جميعاً ( 3 ) . ولله درّ الشيخ محمد سعيد المنصوري إذ يقول : < شعر > أَخْبَرَ المصطفى بقَطْعِ يمين * وَشِمَال لجعفر فَتَحَسَّرْ ثُمَّ راحت آهاتُهُ تَتَوَالى * وَجَرَى دَمْعُهُ من العينِ أَحْمَرْ فغدا يَذْكُرُ المُصَابَ ويبكي * جَعْفَرَ الخيرِ فوقَ ما يُتَصَوَّرْ فإذا كان أَعْظَمُ الناسِ شأناً * وَأَشَدُّ العبادِ عَزْماً وأَصْبَرْ هكذا تَنْتَهِي به في الرَّزَايا * حَالَةُ الحُزْنِ لِلْمُصَابِ وأكثرْ < / شعر >