وبنو مخزوم ( 1 ) . قال المناوي : وروي في الحديث : من آل بيتي مسموم ، ومقتول ، ومحروق ، قال : وفُسِّر الأول بالحسن ( عليه السلام ) ، والثاني بالحسين ( عليه السلام ) ، والثالث بزيد بن علي ( عليه السلام ) ( 2 ) . وقد أوصى المصطفى ( صلى الله عليه وآله ) هذه الأمَّة بحفظ عترته وأهل بيته ( عليهم السلام ) ، ولكن هذه الأمة لم ترع حقَّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في عترته ، فانظر أُيها الموالي ماذا فعلوا بهم ، وما جرى عليهم من قتلهم ، وسفك دمائهم ، وتشريدهم عن أوطانهم ، وحبسهم في المطامير ، وغير ذلك من ألوان العذاب والتنكيل ، من ولاة الجور والظلمة ، فتناسوا كلَّ وصايا النبي ( صلى الله عليه وآله ) وكأنهم لم يسمعوا شيئاً من وصاياه في حقّ عترته وأبنائه الطاهرين ( عليهم السلام ) . قال الباري تعالى عن اليتيمين في القرآن الكريم : * ( وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلاَمَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً ) * ( 3 ) . وجاء في تفسير هذه الآية عن ابن عباس وجابر وأبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) : إن الله يصلح بصلاح الرجل ولده وولد ولده ، ويحفظه في ذرّيّته ، وكان السابع ( 4 ) من آبائهما ( 5 ) . وقال المقريزي : فإذا صحَّ أن الله سبحانه قد حفظ غلامين لصلاح أبيهما فيكون قد حفظ الأعقاب برعاية الأسلاف ، وإن طالت الأحقاب ، ومن ذلك ما جاء في الأثر أن حمام الحرم من حمامتين عشَّشتا على فم الغار الذي اختفى فيه
1 - المستدرك على الصحيحين : 4 / 534 ح 8500 ، قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، الفتن ، نعيم بن حماد : 1 / 131 ح 319 . 2 - الكواكب الدرية ، المناوي : 4 / 303 . 3 - سورة الكهف ، الآية : 82 . 4 - وقيل التاسع ، وقيل العاشر ، راجع فتح القدير ، الشوكاني 3 / 304 مورد الآية . 5 - راجع : الدر المنثور ، السيوطي : 4 / 235 ، فتح القدير ، الشوكاني : 3 / 306 وص 304 مورد الآية .