رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ( 1 ) . فلذلك حَرُمَ حَمامُ الحرم ، وإذا كان كذلك فمحمد ( صلى الله عليه وآله ) أحرى وأولى وأحقّ وأجدر أن يحفظ الله تعالى ذرّيّته ، فإنه إمام الصلحاء ، وما أصلح الله فسادَ خَلقِه إلاَّ به ( 2 ) . وروي عن الإمام الحسن ( عليه السلام ) أنه قال لبعض الخوارج : بمَ حفظ الله مال الغلامين ؟ قال : بصلاح أبيهما ، قال : فأبي وجدّي خيرٌ منه ! ! ( 3 ) . وروي عن الإمام علي بن الحسين ( عليهما السلام ) قال : ألا إن الله ذكر أقواماً بآبائهم فحفظ الأبناء للآباء ، قال تعالى : * ( وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً ) * ولقد حدَّثني أبي عن آبائه أنه التاسع من ولده ، ونحن عترة رسول الله احفظوها لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ( 4 ) . وروي عن الإمام الصادق جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) قال : احفظوا فينا ما حفظ العبد الصالح في اليتيمين ( 5 ) . وجاء عن ابن عباس ( رضي الله عنه ) ، في قوله تعالى : * ( وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً ) * قال : حُفظا لصلاح أبيهما ، وما ذكر عنهما صلاحاً ( 6 ) . وقال الكاتب عبد الحليم الجندي : فليس في تأريخ البشرية كلِّها أسرةٌ شُرِّدت وجُرِّدت ، وذاقت العذاب والاسترهاب ، مثل أهل بيت النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، بدأ بهم تأريخ الإسلام مجده ، واستمر فيهم بعبرته وعظمتهم ، قدَّم أبوهم للبشريَّة أسباب خلاصها بكتاب الله وسنة الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، وقدَّم أهل بيته أرواحهم في سبيل القيم التي نزل بها القرآن ، وجاءت بها السنَّة ، كانت مصابيحُهم تتحطَّم ، لكنَّ
1 - راجع الصواعق المحرقة : 242 ط . مصر ، و 361 ط . بيروت - خاتمة في ذكر أمور مهمة . 2 - فضل آل البيت ، المقريزي : 110 . 3 - تفسير الرازي : 21 / 162 مورد الآية . 4 - رشفة الصادي ، ابن شهاب الشافعي : 91 باب 9 . 5 - الصواعق المحرقة ، ابن حجر : 175 ط . مصر ، 266 ط . بيروت ، المقصد الثالث من الآية الرابعة ، فضائل آل البيت ، المقريزي : 109 . 6 - المستدرك ، الحاكم : 2 / 369 ، فضل آل البيت ، المقريزي : 109 .