نام کتاب : الشافي في الامامة نویسنده : الشريف المرتضى جلد : 1 صفحه : 47
واجبة دون ما اعتبرناه [1] . فأما حكايته عنا ما نذهب به من كون الإمام لطفا ، وقوله : " إن جعلتموه لطفا على وجه يعم [2] أمكنكم هذا القول ، وإلا فيجب أن تجوزوا في ذلك [3] خلو بعض الأزمنة منه ، أو بعض المكلفين " [4] . ثم قوله من بعد ذلك " لم نقل إن هذه المعرفة لطف إلا بدليل ، فبينوا أن مثله من الأدلة قائم [ فيما ذكرتم ] [5] ليتم ما ذكرتم . . . " . فالإمامة عندنا لطف في الدين ، والذي يدل على ذلك أنا وجدنا أن الناس متى خلوا من الرؤساء ومن يفزعون إليه في تدبيرهم وسياستهم اضطربت أحوالهم ، وتكدرت عيشتهم ، وفشا فيهم فعل القبيح . وظهر منهم الظلم والبغي ، وأنهم متى كان لهم رئيس أو رؤساء يرجعون إليهم في أمورهم كانوا إلى الصلاح أقرب ، ومن الفساد أبعد ، وهذا أمر يعم كل قبيل وبلدة وكل زمان وحال ، فقد ثبت أن وجود الرؤساء لطف بحسب ما نذهب إليه . فأما تعلقه بعموم اللطف في المعرفة وإيجابه علينا إلحاق الإمامة بها في ذلك [6] فبعيد ، لأن المعرفة لم تعم كل تكليف ومكلف من حيث كانت
[1] في الأصل " من اعتبرناه " [2] أي يعم جميع الأزمنة والمكلفين . وكلمة يعم مطموسة في المغني ولذا ترك المحققون مكانها فارغا وأبدلوه بالتعليق " والظاهر عدم الحاجة إليها " . [3] " في ذلك " ساقطة من المغني . [4] في المغني " من الإمام " . المغني 20 ق 1 / 25 . [5] الزيادة من المغني . [6] قال القاضي في المغني 20 ق 1 / 23 : " فإن قالوا : كذلك " - أي أن الإمامة واجبة من حيث كانت لطفا - " نقول : ولا يمتنع في اللطف أن يعم كل التكليف وكل المكلفين كما يقولونه في المعرفة بالله تعالى إلى غير ذلك ، قيل لهم : لم نقل إن المعرفة لطف إلا بدليل فبينوا أن مثله في الأدلة قائم " الخ .
47
نام کتاب : الشافي في الامامة نویسنده : الشريف المرتضى جلد : 1 صفحه : 47