نام کتاب : الشافي في الامامة نویسنده : الشريف المرتضى جلد : 1 صفحه : 42
وليس بتمكين من الوجه الأول ، وإن كنا تمنع من إطلاق القول بأنه ليس بتمكين إلا بتقييد [1] فأما ما حكاه عن بعضهم من أنه " لولا الإمام لما قامت السماوات والأرض ولا صح من العبد الفعل " . فليس نعرفه قولا لأحد من الإمامية تقدم ولا تأخر ، اللهم [2] إلا أن يريد ما تقدم حكايته من قول الغلاة [3] ، فإن أراد ذلك فقد قال : إن الكلام مع أولئك ليس بكلام في الإمامة ، وأحال به على ما مضى في كتابه من أن الإله لا يكون جسما ، على أن من قال بذلك من الغلاة - إن كان قاله - فلم يوجبه من حيث كان إماما ، وإنما أوجبه من حيث كان إلها [4] وصاحب الكتاب إنما شرع في حكاية تعليل من أوجب الإمامة ، وذكر أقوال المختلفين فيها ، وفي وجوبها وما احتيج له إلى الإمام . وفي الجملة ، فليس يحسن بمثله من أهل العلم أن يحكي في كتابه ما لا يرجع في العلم بصحته إلا إليه ، ولا يسمع إلا من جهته ، فإن فضلاء أهل العلم يرغبون عن أن يحكوا عن أهل المذاهب إلا ما يعترفون به ، وهو موجود في كتبهم الظاهرة المشهورة ! [5] فأما حكايته من كون الإمام بيانا وما يتصل بذلك ، فعندنا أن أخذ
[1] " بأنه ليس بتمكين أو أنه تمكين بتقييد " خ ل . [2] اللهم - هنا - جملة دعائية معناها الاستثناء ، تدل على أن ما بعدها قليل بالنسبة لما قبلها . [3] المغني 20 ق 1 / 18 . [4] أي جعلهم للإمام صفات الإله . [5] وعلى ذلك جرى معظم من كتب عن الإمامية قديما وحديثا فإن أكثر ما كتبوه عنهم أخذوه من كتب خصومهم لا من كتبهم مع أنها في متناول الجميع ! .
42
نام کتاب : الشافي في الامامة نویسنده : الشريف المرتضى جلد : 1 صفحه : 42