responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشافي في الامامة نویسنده : الشريف المرتضى    جلد : 1  صفحه : 229


الحقيقة ، ولو استعمل فيمن ذكرناه لكان مستعملها متجوزا عند جميع أهل اللغة ، وإذا كانت حقيقة الإنابة في اللغة هي الرجوع لم يصح إجراء قوله تعالى ( واتبع سبيل من أناب ) إلى جميع [1] المؤمنين حتى يعم بها من كان متمسكا بالإيمان ، وغير خارج عن غيره إليه ، ومن رجع إلى اعتقاده وأناب إليه بعد أن كان على غيره ، لأنا لو فعلنا ذلك لكنا عادلين باللفظ عن حقيقتها [2] من غير ضرورة ، والواجب أن يكون ظاهرها متناولا للتائبين من المؤمنين الذين أنابوا إلى الإيمان ، وفارقوا غيره ، وإذا تناولت هؤلاء لم يكن دلالة على مكان الخلاف بيننا وبين خصومنا في الاجماع .
ومما تعلق به أيضا قوله تعالى : ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا ) [3] قال : " الوسط هو العدل ولا يكون هذا حالهم إلا وهم خيار ، لأن الوسط من كل شئ هو المعتدل منه ، وقوله تعالى : ( قال أوسطهم ألم أقل لكم ) [4] المراد بذلك خيرهم ، وعلى هذا الوجه يقال له : إنه عليه السلام من أوسط العرب [5] يعني بذلك من خيرهم ، وبين أنه تعالى جعلهم كذلك ليكونوا شهداء على الناس كما أنه عليه السلام شهيد عليهم ، فكما أنه لا يكون شهيدا إلا وقوله حق وحجة فكذلك القول فيهم " [6] .
وهذه الآية لا تدل أيضا على ما يدعونه ، لأن لا يخلو أن يكون المراد بها جميع الأمة المصدقة بالرسول صلى الله عليه وآله أو بعضها [7] ، وقد .



[1] إلى جميع ، خ ل .
[2] أي حقيقة الإنابة .
[3] البقرة 143 .
[4] القلم 28 .
[5] " من أوسط قريش نسبا يعني خيرهم " .
[6] المغني 17 / 171 .
[7] أو بعضهم ، خ ل .

229

نام کتاب : الشافي في الامامة نویسنده : الشريف المرتضى    جلد : 1  صفحه : 229
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست