نام کتاب : إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب نویسنده : الشيخ علي اليزدي الحائري جلد : 1 صفحه : 382
بما يتفق في هذه الحال ، وما للمؤمن من الثواب على الصبر على ذلك والتمسك إلى أن يفرج الله عنهم ( 1 ) . فاكهة : إعلم أن بعض المخالفين يشنعوننا بأنه إذا لم يمكن التوسل إلى إمام زمانكم ، ولا أخذ المسائل الدينية عنه فأي ثمرة تترتب على مجرد معرفته حتى يكون من مات وليس عارفا به فقد مات ميتة الجاهلية ؟ والإمامية يقولون : ليست الثمرة منحصرة في مشاهدته وأخذ المسائل عنه ، بل نفس التصديق بوجوده وأنه خليفة الله في الأرض أمر مطلوب لذاته ، وركن من أركان الإيمان كتصديق من كان في عصر النبي ( صلى الله عليه وآله ) بوجوده ونبوته . وقد روي عن جابر بن عبد الله أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ذكر المهدي فقال : ذلك الذي يفتح الله عز وجل على يديه مشارق الأرض ومغاربها ، يغيب عن أوليائه غيبة لا يثبت فيها إلا من امتحن الله قلبه للإيمان ، فقلت : يا رسول الله هل لشيعته انتفاع به في غيبته ؟ فقال ( صلى الله عليه وآله ) : إي والذي بعثني بالحق إنهم يستضيئون بنوره وينتفعون بولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس وإن علاها السحاب ( 2 ) . ثم قالت الإمامية : إن تشنيعكم علينا مقلوب عليكم ، لأنكم تذهبون إلى أن المراد بإمام الزمان في هذا الحديث صاحب الشوكة من ملوك الدنيا كائنا من كان ، عالما أو جاهلا عدلا أو فاسقا ، وأي ثمرة على معرفة الجاهل الفاسق ليكون من مات ولم يعرفه فقد مات ميتة جاهلية ؟ فاكهة أخرى : حكى السيد صاحب المقام رضي الدين علي بن طاووس أنه اجتمع يوما في بغداد مع بعض فضلائه فانجر الكلام بينهما إلى ذكر الإمام محمد بن الحسن المهدي ( عج ) ، وما تدعيه الإمامية من حياته في هذه المدة الطويلة ، فشنع ذلك الفاضل على من يصدق بوجوده ويعتقد طول عمره إلى ذلك الزمان إنكارا بليغا . قال السيد ( رحمه الله ) : فقلت له : إنك تعلم أنه لو حضر اليوم رجل وادعى أنه يمشي على الماء لاجتمع لمشاهدته كل أهل البلد ، فإذا مشى على الماء وعاينوه وقضوا تعجبهم منه ، ثم جاء في اليوم الثاني آخر وقال : أنا أمشي على الماء أيضا فشاهدوا مشيه عليه ، لكان تعجبه أقل من الأول . فإذا جاء في اليوم الثالث آخر وادعى أنه يمشي على الماء أيضا ، فربما لا يجتمع للنظر