نام کتاب : الإيمان والكفر في الكتاب والسنة نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 39
إن وزان " العقيدة والعمل الصالح " وزان الجذور والسيقان في الشجرة فكما أن تقوية الجذور مؤثرة في قوة السيقان ، وكمال الشجرة وجودة ثمرتها ، فكذلك تهذيب السيقان ورعايتها بقطع الزوائد عنها وتشذيبها ، وتعرضها لنور الشمس ، مؤثرة في قوة الجذور ، إنها علاقة تبادلية بين العمل والعقيدة كالعلاقة التبادلية بين الجذور والسيقان . أجل ذلك هو الحال بالنسبة إلى تأثير الإيمان في العمل ، وهكذا الحال بالنسبة إلى تأثير العمل في الاعتقاد ، فإن الذي ينطلق في ميدان الشهوة بلا قيد ، ويمضي في إشباع الغرائز إلى أبعد الحدود ، يستحيل عليه أن يبقى محافظا على أفكاره واعتقاداته الدينية وقيمه الروحية . إنه كلما ازداد توغلا في المفاسد ازداد بعدا عن قيم الدين ، وهي تمنعه عن المضي في سبيله والتمادي في عصيانه ، وهكذا يتحرر ، عن تلك المعتقدات شيئا فشيئا وينسلخ منها وينبذها وراءه ظهريا . وقد أشارت الآية الكريمة إلى هذه الحقيقة أيضا . وبهذا يعتبر الفصل بين العمل والكفر ، بين العقيدة والسلوك على وجه الإطلاق نظرية خاطئة ناشئة من الغفلة عن التأثير المتقابل بين هذين البعدين . ولهذا يسعى المستعمرون دائما إلى إفساد الأجواء الاجتماعية بهدف إفساد الأخلاق والسلوك تمهيدا لتغير الأفكار والقضاء على المعتقدات . وعلى هذا الأساس صح التقسيم الثلاثي في سورة الواقعة إلى السابقين وأصحاب الميمنة ، وأصحاب المشئمة ( 1 ) .
1 . الواقعة : 7 - 39 .
39
نام کتاب : الإيمان والكفر في الكتاب والسنة نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 39